أعراف
- التفاصيل
- الزيارات: 848
القولُ والفعل!
1.
أنا شَاعِرٌ عرَبيْ.
وأُحِبُّهُمْ،
أهلي، وأوطاني بلا سببٍ
هُمْ أضلعي..
والطَّيْرُ إذْ يخفِقْنَ في صدرِي مِنَ الطَّرَبِ.
وهُمُ الهوى،
والخبزُ،
هُمْ مائي
وهُمْ شِعري ومنتخَبي
وأكادُ أسمَعُ شيخَهُم يروي:
بعضُ الهوى تعَبٌ..
فأردُّ: ما قرَّرْتُ،
تلكَ مشيئةُ الرَّبِّ.
لكنَّنِي..
مذْ قادني شجرٌ إلى ظلٍّ
وغَفَتْ عيونُهُمُ على وجعِي
غنّيتُ ما أحلاكَ يا تعَبِي.
- التفاصيل
- الزيارات: 1029
الظاء.. والظلال (3)
فحيتني وأخذتني بيدي إلى ظلال ظاءات الشعراء، فوجدتها لدى الشعراء العشاق، في القرب وفي البعد، مصاحبةً للنظر، إنْ جنَّحوا بخيالهم فأطربوا، أو تجاوزوا في المبالغة فغرَّبوا:
فهذا جميل بثينة، جميلُ بن عبد الله بن معمر:
أُقلِّبُ طرْفي في السَّماءِ لعلّهُ
يوافقُ طرْفي طرْفَها حينَ تنظُرُ
- التفاصيل
- الزيارات: 1172
الظاء.. والظلال (2)
قلتُ لها مشاكساً، وأنا أعرف أنَّها خفيفةُ ظلٍّ، ذاتُ نظرةٍ ثاقبةٍ لا تخيب، رغم صوتها الغليظ، ومظهرها المكتظ كما في رسمِ لفظة اكتظاظ، واللحظُ أصدقُ من اللفظ: قليلٌ عديدكمْ في أمَّةِ الحروف أيتها الظَّاء الظَّريفة، ألا تشعرينَ بالغيرةِ، ألا يقلقكِ ذلك؟!
قالتْ على رسلِكَ يا أخا العربِ، يبدو أنك لا تعرفنا، لكنني سأردُّ عليكَ، وأنتَ الشاعرُ، بما تعرف، ثمَّ أخذَتْ تُنشِدُ قصيدةَ السُّمَوْأل بن عادياء الأزدي، وتضيفُ عليها جمالاً وسحراً بطريقة قراءتها وغنائها، حتى انتشيتُ وكأنني أسمعها لأول مرة:
- التفاصيل
- الزيارات: 1176
الظَّاءُ والظِّلال (1)
عَلى قَدْرِ أهْلِ العَزْمِ تأتي العَزائِمُ
وَتأتي علَى قَدْرِ الكِرامِ المَكارِمُ
وَتَعْظُمُ في عَينِ الصَّغيرِ صغارُها
وَتَصْغُرُ في عَينِ العَظيمِ العَظائِمُ
ذلك ما كان من المتنبي، مع الفتوحِ، وسيف الدولةِ، أما اليوم فالأمر مختلطٌ وشائكٌ على العربِ، فقد غربت العظائم بعد أنْ خارت العزائم، وتلاشت المكارم، وضعفت الأمة، فضعفت لغتها، وما عادتْ الضَّادُ لديهم ضاداً، ولا الظَّاءُ ظاءً، واستعصتْ عليهم لغتهم وبيانهم ولسانهم، فلمْ يعُدْ لسانُ الضَّاد يجمعهم بغسَّانٍ وعدنانِ، بعد أن تفرقوا، ومُزِّقت أوطانهم، وقُتِلَ وهُجِّرَ الملايين منهم، فلا أرضَ تحضنهم، ولا سماء تظلُّهم.