لم يك يخطر ببالي مطلقاً أن الباب الجنوبي الذي اصطحبني إليه عبدالله الكويليت في مساء ربيعيّ شاعر من عام 1982م سيتفتح عن معين من كبرياء الشعر، وسمو الأخلاق، وعذوبة الزاد والمراد.

ألا باركَ الله العراقَ حضارةً

                  وباركَ من أرض الفتوحِ عمومَـها

وباركَ من بين المياه فراتها

                  فدجلة ما خطّــتْ يــداهُ رسومَـــها

 صباحٌ له لون صفائك وبهائك وحضورك الوقور العالي والقريب، وله عطر حبيبتك صنعاء، وجمال بلقيس، وروح المدينة المنوّرة، وعزّة الجبال، وكرم الغمام، وقبول السفوح والسهول.

أحسنتَ قالوا ما لهذا يُحسِنُ

وصفحتَ قالوا ذاكَ ضعفٌ بيّنُ.

فاخترتَ معْتَكَفاً يليقُ بمؤمِنٍ

وكتمتَ لكنْ مثل سرّكَ يُعلنُ.