-1-

أحسنتَ قالوا ما لهذا يُحسِنُ

وصفحتَ قالوا ذاكَ ضعفٌ بيّنُ.

فاخترتَ معْتَكَفاً يليقُ بمؤمِنٍ

وكتمتَ لكنْ مثل سرّكَ يُعلنُ.

 

-2-

رحماك بلْفور كنتَ أقلَّهمْ ضرراً

أحفادُك العُرْبُ منْ وعدٍ كبلْفورِ

لمْ يكفهمْ أنْهم لا مقدساً حفظوا

كلّ البلادِ بلا أرضٍ ولا سورِ

-3-

أقولُ رأيي ولا أحتاجُ ترجمةً

فالطيرُ تفهمُني والماءُ والشجرُ!!

-4-

ما قصّتُها الأبوابْ؟!

ما قصةُ أبوابِ الأوطانِ وقد كانتْ فيما أعهدُ من خشبٍ

راضيةً بالحبِّ

وبالبسمةِ والوردةِ دوماً مفتوحَةْ.

اليومَ الأبوابُ كما الأحبابِ غداةَ رحيلٍ مرٍّ وغيابْ.

إمّا جارحةٌ تُدمي

أوْ في الوجعِ الأعمى كالحمّى

كالثكلى نادبةً مجروحَةْ

-5-

من يرقبُ منْ

عيناكِ أم الشجرُ الحرّ أم الروحْ؟

شلالُ جمالٍ أنتِ

الألوانُ على بابِ الضوءِ المفتوحْ.

لا ينتظرُ القلبُ جواباً

هل تنتظرُ الأوطانُ جواباً

يا سرّ العشقِ المفضوحْ؟!

-6-

ماذا يعني أنْ تُهديَ فرَحاً للناسِ بلا أجْرٍ

لا مكْرَ لديك

ولا قلقٌ من بارقةٍ منهم ينتابُكْ؟!

المعنى أنّ ختامَ الشهدِ الصافي في الأرضِ كتابُكْ.

يعني أنكَ لنْ تبقى وحدكَ

تحرسُ كنزَ الوهمِ ووهمُكَ حُجّابُكْ.

الناسُ الجمعُ وأنتَ المفرَدُ

تُطرَقُ أبوابُ الناسِ ولا يُطرَقُ بابُكْ

-7-

لا تزرعْ في الأرضِ الفتنةَ..

ماذا لو قلتَ سلامُ اللهِ عليكمْ يا أهلي؟!

ماذا لو قلتَ كما أهلكَ من قبلُ تفضّلْ

هذا بابُ القلبِ، وهذا صدرُ الروحِ

السابقُ أنتَ.. تعالَ اجلِسْ قبْلي؟!

تثمرُ أشجارُ الحبِّ،

ولا يثمرُ من بين الشجرِ الزقّوم

الشجرُ الحرُّ كما الإنسان يصلّي.

هذا في الجنةِ إنْ أحببتَ الجنةَ نهري

هذا في الفكرةِ تحت السدرةِ ظلّي

-8-

يا وطني

ماذا لو تسمعُني؟

فأنا صوتُكَ،

نايٌ من قصبِ البسطاءِ الفقراءِ يُغنّي.

أمّا الواقفُ قربَ الماءِ فذئبٌ

ينظرُ، يُبصرُ صورتَهُ في الماءِ فيحقدُ

يكرهُ صورتكَ الْتشبِهُني.

يكرهكَ، أيا وطن الحبِّ ووطن الشمسِ ويكرهنِي.

يا وطني، خذها ببساطةِ قولٍ منّي

من يهدمُ مهما يتطاول في البنيانِ وربّكَ

لا يمكنُ..

لا يمكنُ يا وطني أنْ يبني.