1-
للشجرةِ يا حلوة مثلكِ شفتانْ.
ولها كفٌّ ناديةٌ ويدانْ.
ولها صدْرٌ يتّسعُ كما الصبْرِ
ويستمعُ إلى بوحِ الفقراءِ فيثمِرُ
نفرحُ بالتفّاحِ، وتشتعلُ العينُ
ويفرحُ أطفالُ الحقلِ إذا ما كان الرّمّانْ.
والشجرةُ تدعو اللهَ وتمشي فلها قدمانْ.
تعطي هذا، وتظللّ هذا..
فيما يُحرقُ بالحربِ الكونَ الإنسانْ.
2-
قالَ النرجسُ للفلّةْ.
يا وجه الخير
هلْ نشربُ قهوتَنا في الشرفةِ؟
قالتْ لا، شكراً، متعَبةٌ
نشربُها في الغدْ.
تدري ماتَ الجدُّ
وتعرفُ ما يعني الجَدّ.
لكنْ هذي من روحي لجبينك قبلَةْ.
لو كان البشرُ كما الشجرِ لما آذتهُ الحربُ
وما أدمَتْ منه الروحَ الرحلَةْ.
3-
اليوم بخيرْ.
لا بشَرَ هنا
أسقيتُ الشجر َمن الرّاحةِ حتّى مالَ
وأطعمتُ الطيْرْ.
اليوم بفضلِ الله بخيْر
لن تجرحني الوردةُ ذات الشوك
ولن يتعبني..
ما دامتْ لي ساقٌ
تعرفُ وجهتَها في الصحراءِ السيْرْ.
4-
قلتُ لها يا سيدتي:
هلْ هذا الزاهي بين ضلوعي شالُكْ؟
قالت لا، قلتُ العفو، ومنك الفضل
لا أقصدُ سوءاً كنتُ قصدتُ الشجَرَ
وأجنحةَ الطيرِ إذا تخفق تزدان الروح بهنّ
ابتسمتْ ثمّ بمكرٍ قالتْ والبسمةُ تعلو كسحابٍ:
بلْ شالي.
قلتُ لك الشعر إذاً نشرب قهوتنا
قالت لا، لا يؤتمن الشاعر حيث أتى
قلتُ لها لا بأس إذاً أنتِ تعالي.
تلك المرأة كالأوطان تراوح
لا نيأسُ منها
نجترحُ الشعر
وما يتبقى في العمرِ لها..
فلعلّ الأوطان تبالي.
5-
ما السرّ هنا؟
أنكِ وطني
منّي
ألوانُ الطيفِ بعين الطفلِ
الدهشةُ في كفّ يتيمٍ عانقَ تفاحاً غنّى
ثمّ تلاهُ الطيرُ يُغنّي
هذا سرّي
هذا من شعري أصفاه كدمعِ الغيمةِ
إذْ تُشعل حزْني.
أنسى والله إذا ما خاطبتكِ
ما عادت في لغتي يا أنت
ما عاد هنالك غير أنا.