العَدُو

 

سَأكتبُ فيمَا يُثيرُ العَدُوَّ،
سَأغْتَالُهُ بالكلامِ الَّذي ليسَ يَألَفُ

أغْتَالُهُ بَالغَمَامِ الَّذي ليسَ يَعْرِفُ،
أغْتَالُهُ إنْ أتَى رَافِعاً بُنْدُقِيَّةَ أجْدَادهِ بالسَّلامْ.

وأغْتَالُهُ إنْ أتَى.

 

سَأكتبُ عنْ وردةٍ أمسِ قابَلْتُها
تُوقِظُ الصُّبحَ هَامِسَةً،

ثمَّ تُلقِي بأسْرارِهَا للعَصَافيرِ مُهْمِلَةً بَابَهَا.

غيرَ أنَّ الَّذينَ يَجيئونَ
لا يَعرفونَ الطَّريقَ إلى قلبِها

غيرَ شوبانَ مُنْفلِتاً منْ عِقَالِ الرَّدَى،

سَابِحَاً في ارْتِعَاشِ الهَواءِ على خَدِّهَا

يُخرِجُ الصَّمْتَ مِنْ صَمْتهِ،

ويُعيدُ الموَاتَ إلى مَوْتهِ،

والهَدِيلَ إلى شَاحِبَاتِ الحَمَامْ.

 

سَأكْتُبُ عنْ وردةِ الوَقْتِ.

رُمَّانةٍ نِصْفِ مَجنونةٍ

صَدْرُها النَّبْعُ،

أيامُهَا مَعْقِلُ العَاشِقينَ اليَتَامَى،

دفاتُرُهَا بَوحُ مُسْتَنِدَيْنِ على نَجْمَةٍ،

خَوفُها خُطُواتُ الرَّقِيبِ إذا حَاصَرتْهُ الشُّكوكُ

مَواعِيدُهَا: كُلُّ عَامْ.

 

سَأكتبُ فيمَا يُثيرُ العَدُوَّ،

وأمْتَدِحُ النَّارَ في لُغَتِي والجَليدَ،

وألْعَنُ هذا الحِيَادَ المُخَاتِلَ في عَقْلِ حُرَّاسِهَا.


سَأسْتَلُّ نِصْفِي

وأنْسَلُّ منْ بينِ مُزْدَوَجِين

إلى لُغَةٍ نِصْفِ مَجْنونةٍ،

كلَّمَا حاصَروهَا اسْتَدارتْ على نَفْسِهَا

وأدَارتْ رَحَى حُبِّهَا

ليتَ لي قلبَها،

لأُذيعَ على النَّاسِ حُبِّي،

وأرفعَ نَخْبِي،

كمَا عوَّدَتْني النُّجومُ

وشَاغَلنِي عنْ سِنينِي الغَرامْ.

سَأكتبُ..

لوْ طَرقوا البَابَ أَخْبِرْهُمُو:
ليسَ في البيتِ منْ أحَدٍ.

فإنْ كسَروا البَابَ قُدْهُمْ إلى آخِرِ الشَّكِّ

إنْ خَرجوا..

أرجِعِ البَابَ للبَابِ،

والمائِلاتِ لأوْضَاعِها.

إنَّني شِبْهُ مُبْتَهجٍ
سوفَ أكتبُ فيمَا يثيرُ العَدوَّ،

وأرضَى منَ اللَّيلِ باللَّيلِ،

فيمَا يُثيرُ العَدُوَّ الكَلامْ.