سبحانَ مَنْ خَلَقَ البِلادَ كَذَاتِي..!
في كلِّ قَلْبِ مدِينةٍ لي مَوْطِنٌ
سبحانَ مَنْ خَلَقَ البلادَ كــــــذاتِي
إنِّي أطَالِعُ حُسْنَهْا في هَيْبَتِي
وهيَ التي إنْ تُهْتُ لي مِـــــرْآتِي
منها إشاراتُ الحضَارةِ كلُّها
وبها عرفتُ ملامحي وسِــــماتِي
إنْ عدتُ للتاريخِ جادَ تراثها
بالشعرِ عذباً مِنْ نميرِ فــــــراتِ
فيها النبوءاتُ التي ختَمَتْ بها
أرضُ الرسالةِ ما مضى والآتِي
ما أحمدُ العربيُّ إلا عطرُها
خيرُ البرِيَّةِ.. جامعُ الأشــــــتاتِ
فانْظُرْ لسانَ الضَّادِ أوَّلَ فُصِّلَتْ
وانظرْ لجَمْعِ الشَّمْلِ في الحُجُرَاتِ*
واصْعَدْ إلى أعلى مراتبِ حسنِها
في الجنِّ، والرحمنِ، بالـــــعَبَراتِ
واسْمَعْ لتَرْنِيمِ الحروفِ ووحيها
ما الخلْقُ إلا مِنْ صدى الكلمـــاتِ
مَنْ علَّمَ الطفلَ الضَّريرَ بيانَها
فاستظهَرَ القرآنَ بالمَلَـــــــــــكَاتِ
أرنو إليها خَاشِعاً.. مُتَبتِّلاً
مِنها الخِصالُ وما يَزِينُ صِفـــاتِي
أمشي وئيداً والفؤادُ مُحَصَّنٌ
بالذِّكْرِ، والتَّسْبيحِ، والصَّـــــلَوَاتِ
ما جاسَنِي خَوْفٌ فقلبي آمِنٌ
في حُضْنِ مملكةٍ تضيءُ حـــياتِي
ما كنتُ وحدِيْ بلْ تقاسمَ حُبَّها
شَعْبٌ عظيمٌ.. مُؤمِنٌ بثَــــــــبَاتِ
إنْ كانتِ السَّرَّاءُ جادَ بفيضِهِ
أوْ كانتِ الضّرَّاءُ كانَ كـــــــذاتِ
أطلقتُ طيْريْ للفضاءِ فعُدْنَ ليْ
مُسْتبْشِراتٍ جُدْنَ بالأصـــــواتِ
الصَّوْتُ أنغامٌ تُهيِّجُ مهجَتِي
والنخلُ يدعوهُنَّ للإنصـــــــاتِ
للشاعرِ الحُرِّ المُحِبِّ لأهلِهِ
ولكلِّ ذرّةِ رَمْلَةٍ.. بفَــــــــــــلاةِ
يشدو فتتبعهُ الجيادُ بجرْسِها
مَنْ يجمَعُ الحرَكَاتِ بالسَّكَنَاتِ..؟!
الحبُّ يدفعُه لأعلى غيمَةٍ
لا كرْهَ يدنو مِنْ ندى الأبيــــــــاتِ
إنْ كانَ في طَعْنِ البلادِ حياتُهُمْ
فالموْتُ في أرضِ الجَلالِ حيـــاتِي
كلُّ المُرَادِ معَ الودادِ نجاتُها
إنْ أشرَقَتْ كانَ الضياءُ نجَاتِـــــــي
الشِّعْرُ خلَّدها، وخلَّدَنِي بها
حَيَّاً بماءِ الحَرْفِ بعدَ مَمَــــــــــاتِي
واليومَ عِشقي قدْ تنامَى في دَمِي
سبحانَ منْ سَوَّى البلادَ كــــــــــذاتِي
* فُصِّلَتْ: الآية 3، الحُجُرات 6-18.