1.

لعاصمةِ الخير مني الودادْ 

           ولي، أنّها وردةٌ في الفؤادْ

أغادرُها.. والرياضُ.. تعودُ  

           فأبكي فذي جَنةٌ في البـلادْ

2.

على حَرْبٍ منَ القلب السلامُ

           وحُبٌّ في الرُّقيِّ.. هوَ الغـــــمامُ

وكمْ حطّتْ حماماتٌ بروحي

           لروحي أرضُها الأرضُ الحرَامُ!

3.

قالتْ ليَ الهيفاءُ في خجلٍ  

            أكتبْ عن العينينِ يا رجُلُ

قلتُ العيونُ إذا هوِتْ صدَقَت

            الرُّوحُ تحضــنها فتكتحِلُ

إنْ أغمضتْ أمْنٌ وعافيةٌ

         وإذا اسْتُفِزّتْ فالقـطا وجِلُ

هُنّ النوافذُ في تلفّتِها 

            وأنا برقَّةِ جفنِــها الثَّمِلُ

لا شعرَ لا ألوانَ تسحرني

         والشعرُ.. بالألــوان يكتمِلُ

أعمى بلا عينيكِ يا وطناً

        كنتِ الدليلَ فضاعـتِ السُّبُلُ

هلّا أضأتِ عوالمي بهما

        فجراً.. فداكِ العمرُ والمُقلُ

يا سرَّ ما يمضي بلا سفرٍ

       وا سرَّ ما يأتي..  ولا يصِلُ!

يا فجرَ أيامي التي غرُبتْ

       سرُّ التـــردُّدِ في الهوى أمَلُ

والسرَّ أنَّهما على كسَلٍ

         أشعلْتَــــنِي بهما أيـــا كسَلُ

4.

ما للصَّباحِ سواك ربِّي.

أهلي الذينَ أحبُّهمْ

والربُّ شاءَ.. فكانَ دربِي.

ما اخترتُ عاصمةً.. أنا

كلُّ العواصمِ مثلُ هدبي.

لكنهنَّ مع الضميرِ
مرَرْنَ قربي في الهجيرِ

سرقنَ لبِّي.

فأبيتُ إلا أنْ أكونَ الماءَ

يا قلبي.. القَراحْ

وأبينَ إلا نحرَ قلبِي..!

5.

ونحنُ الديارُ..

 فنحنُ العَربْ.

ونحنُ النخيلُ.. بأمجادِهِ

ونحنُ إذا لانَ.. مِنّا الرُّطَبْ.

ونحنُ الرِّياحُ إذا ما عتَتْ

ونحنُ النسيمُ

وعطرُ المهَبْ.

تباركتِ الأرضُ مِنْ حولنا

وبُوركتَ يا نَسَبي مِنْ نَسَبْ..!

6.

أنا ما جئتُ مِنْ بيروتْ..

ولا مِنْ مرجعٍ عندي سوى آياتِ قرآني

وسنةِ سيدي خيرِ البريّةِ لوْ يطولُ الدهرُ عنواني

أنا ابنُ ثقافةِ الصحراءِ

مُذْ غنَّى بها الأعشى.

أنا الرُّوحُ العروبيَّةْ.

وسكنايَ الرياضُ

ومسلكي في الناسِ والدُّنيا

بياضُ الرُّوحِ.. والنيَّةْ.

7.

يا موّالَ حجازٍ مِنْ قلبِ الكوْنِ بمكةَ

يوصلُهُ صوتُ طلالِ الأرضِ

إلى أعلى جبلٍ شيخٍ في الطَّائفِ

للوردِ

وسيْلِ الوردِ

فيرسلُهُ للأعشى العاشقِ في نجدٍ

ينهضُ مِنْ عثرتِهِ

يُنشدُ للغرَّاءِ

وللفرْعاءِ

فيستيقظُ كلُّ العشَّاقِ

على صوتِ الطَّارِ النجديِّ.. يئنُّ معَ اللَّحْنِ.