1.
تعالَى الصَّباحُ فهاتي الدِّلالْ
ومرِّي بها مُرَّةً يا دَلالْ
فما كلُّ صبحٍ كما نشتهيهِ
ولا كلُّ بوحٍ لدينا يُقالْ
كأنكِ والمزنُ في دورةٍ قدْ
مرَرْنَ خِفافاً وعدْنَ الثِّقالْ


2.

بسَماءِ عزَّتِنا
ونبضِ نخيلِنا.. وخيولِنا
وسناءِ روحٍ في فضاءِ الله نبقى
فلنا المياهُ، جبالُها، بلْ نحنُ أنقى
وبصفوِ زهوٍ مِنْ سحابٍ صارَ وَدْقا
حمَلتْ به أبياتُنا وطناً بخيرِ النخلِ.. عِذقا
وعلى تسارُعِها الحضارةُ.. نحنُ أرقى
علِمَتْ مغاربُها بأنّا أصدقُ العشاقِ عِشقا
شربوا على كَدَرٍ، شربنا غيمَها
والعاشقُ الولهان يُسْقى
لعذوبةٍ أولى تزيد القلب دَفقا
ورفاقِ دربٍ غُرّبوا
فغدَوْا أرقَّ الناسِ رِفقا

3.

خيرُ ما في الوجودِ النَّباتْ
إنّه يُشبهُ الأمهاتِ..
وكلَّ البناتْ.
وَهْوَ يصعدُ نحوَ السماءِ
يُسبِّحُ
ما مِنْ أذىً
لا أذى..
كيفَ يُؤذي
وأغصانُهُ المانحاتْ..؟!
لا حروبَ إذاً..
ليسَ مِنْ غارةٍ تلوَ أخرى
تزيحُ الزُّلالَ وتمحو الفُراتْ
فالنباتْ
ثابتٌ صامتٌ..
إنَّ مِشيتَهُ في الثَّباتْ!

4.

وبي حرقةٌ مرَّةٌ
والليالي طِوَالْ.
وحملي ثقيلٌ..
ألا ما أخفَّ الجبالْ..!
وما كان همِّي مِنَ الماءِ فزُّ غزَالٍ
ولا كان حلمي على الماءِ وجهُ غزَالْ
ولكنَّها لهفةٌ والتواريخُ عجلى
تُوزِّعني في تِلالٍ
وتنزعني مِنْ تِلالْ
أقولُ..
ولي طائفٌ ثابتٌ في العصورِ
أنا سيدٌ للعطورِ
أنا العمُّ.. عمُّ الورودِ
وللفلِّ خَالْ.
فكيفَ وكلُّ البساتينِ أبقى وحيداً
وكيفَ أقيمُ
وكلِّي ارتحالْ..؟!

5.

الظالمُ الوحشيُّ يفخرُ أنَّه
قتلَ الجميعَ بلا سببْ
أردى بآخرِ طلقةٍ
قمرَ البلابلِ وانتحَبْ
عذراً فحنجرتي بلا سقفٍ
وبابي دونَ بابْ
والصوتُ عارٍ والثيابْ
والبومُ يسكنُ فوقَ أبنيةِ المدينةِ والخرَابْ
لا نجمةٌ أولى..
ولا ماءٌ..
ولا صوتٌ طلاليٌّ شفيفْ.
لا خبزَ يُهدَى
لا رغيفْ
قلبي على الأوطان كمْ تعِبَتْ
وكمْ تعِبَ الغيَابْ