المُزْنُ الأولى
ما أجملَها
ما أجملَ فِطْرتَها
كالمزْنِ الأولى
إذْ فاضتْ
فاضَ الشِّعْبُ
وفاضَ الشعرُ بحضرتِها
والمرأةُ..
كالتربةِ طاهرةٌ
كالنبْتِ صلاةَ الفجرِ الأوّلْ.
والمرأةُ..
ما أنْ سرقوا مِنْ عينيها الكحلَ
اشتعلتْ عيناها
واختالتْ سيدةُ الحسنِ
الكونُ أضاءَ..
العذبةُ مهما عذَّبها الوقتُ
ومهما شاعتْ عتمةُ ظلّامِ الجهلِ أضاءتْ
والمبهجُ، يا للمهجةِ،
صارتْ عيناها الأجملْ.
تلك هي الأوطانُ الحرَّةُ
تلكَ هيَ المرأةُ
أعني الروحَ
وفيضَ الشعرِ
الشاعرَ
أعني الشاعرَ
هذا الشاعرُ مهما أحرقَهُ الجمْرُ
وضاقتْ في عينيهِ الأرضُ بما رحبتْ
أوْ سرقوا منهُ الجمْرَةَ
هذا الحرُّ الشاعرُ
مهما اغتالوا الفكرةَ..
لا يتحوَّلْ..!
والشاعرُ تُؤلِمُهُ الأشياءُ..
وتُؤلِمُهُ الأسماءُ كذكرى
يُؤلِمُهُ
أنّا في صيفِ الصحراءِ الكبرى
أوْ في جنةِ واحاتٍ
لوْ نطلبُ قطرةَ ماءٍ
يا نبتَ الأرضِ
نراها أصغرَ منكِ القطرةْ..
ونرى ما خلفَ الماءِ مِنَ الماءِ
إذا ننظرُ في عينيكِ المشرقتينِ بحبِّ
لا يتغيَّرُ.. أوْ يتبدَّلْ..!
حتى عُدنا للزَّمنِ الوحشيِّ،
وزَمنِ الثوْراتِ الوهْميَّةِ،
والقتلِ،
وصرنا كيْ تزدهِرَ حياةٌ في منفىً نحنُ اخترناهُ
غداة غَوِينا..
إمّا أنْ نَقتُلَ..
أوْ أنْ نُقتلْ..؟!