1.
حزينٌ كما يحزن الياسمينْ
أغني أحبكِ
يخضرُّ فرعٌ
ويحمرّ خدٌّ لهُ سحرُ تينْ.
2.
كالبحرِ في جزْرٍ ومدٍّ
كالعصافيرِ الصغيرةِ تعبرينْ.
والناسُ حولي، لا أراهم،
مقبلينَ ومدبرينْ.
حتى أتيتِ مع الندى
كالكرْمِ..
كالتينِ الحزينْ.
3.
ويمّحي النواحُ،
ما لطفلةِ النعيمِ والنواحِ،
إنْ تهادى بوحُها؟
لها البرَاحُ
كلّ فسحةٍ وكرمةٍ وراحْ.
أمّا السوادُ
يا لهيبةِ السوادِ
والمرادُ أنّ هذا الليل لي..
ببهجة البنفسجِ الحزينِ كيفما اكْتسَى
بالفلّ حينما احتسى
من الأسى
حتى انبلاج زهرة الصباحِ
فالصباحُ صبحُها.
4.
وأنتِ ابتعادي عن الأرضِ نحوَ سماءِ الحقيقةِ
يا زرقةَ البحرِ حتى السماءْ.
ويا ضوءُ أولُهُ العينُ
آخرُهُ كوثرُ الباحثين وقد آمنوا..
وأنتِ على أيمنِ القلبِ ما يرسمُ السلسبيلْ.
حزينٌ أنا فافتحي للمساءِ الستائرَ
خمريةً كاصطفاءِ الرماديِّ في غيمِ أحلامنا
ولا تغلقي البابَ بي رغبةٌ في البكاءْ
فيشعلني الضوءُ كالثابتينْ.
5.
هل كان الشعرُ جميلاً كجبينكِ
كالنخلِ الناعسِ في عينيك
الوردِ بخدٍّ يحمرُّ على خجلٍ
أم كان مملاً وكسولاً
كنواحٍ يُفضي لنواحْ؟!
هل كان البيتُ العربيّ أنيقاً؟!
هل كنتُ أنيقاً؟!
أضواءَ فَراشٍ من نارٍ
أمطاراً من عزفِ بيانو
أعوادَ الدهشةِ من صنعاءَ إلى بغدادِ الحزنِ الأبيضِ
فسحةَ أطفالٍ وبراحْ.
6.
لكِ اللهُ التي في أعيني شمسي
وعليائي
وإنْ أدنُ
فغاياتي
جمالٌ من حِراك الضوء.
وماءٌ من رحيق النوء.
وصبحٌ ما لهُ أولْ..
كصبحكَ يا صباح الخير يا أمي
ويا بنتي
ويا كلماتيَ الأولى البدائيةْ..
7.
يقولُ ليَ الرّازقيُّ بأنّ الكتابَ كتابُ العربْ.
وأنّ الخطابَ خطابُ العرَبْ.
وأنَّ الكتابةَ بالدّمِ لا بالسّوادِ الذليلْ.
وأنْ لا ظهيرةَ لا عصرَ إلاّ بأفياءِ دجلتِهم والنخيلْ.
ولا يطلعُ الفجر مثّاقلاً بالندى والبنفسجِ
إلاّ إذا غنّت الأرضُ أشعارَهم
من عيون الرصافةِ والجسرِ حتى كرومِ الجليلْ.
ولا تستعيدُ اللغاتُ مهابَتها
والكواكبُ درّيَّها
والجبالُ غرابيَبها
والجيادُ الصهيلَ لتبهجَ
إلاّ إذا اشتعلَ الليلُ في حدقاتِ النواجلِ
أوْ لمعتْ في الجباهِ الشّموسُ
شموسُ العرَبْ.