سدرةُ الرًّوح (2)

1-

رسمْتُ للفجرِ من قلبي قصائـدَهُ

فغنّتِ الطيرُ.. حتّى قامَ مبتسِـما

ويعلمُ الفجرُ.. أنّي فــيكِ أكتبُـها

وتعلمُ الطيرُ أنّي خيرُ مَنْ رَسَما

 

2-

يا مَنْ عدَلتَ عن القضيةِ إنّني

لو شابَ عمري ثابتٌ لا أنثني!

 

3.

إني اصطفيتُ من الديارِ جمالَها

فاليومَ قبحُك يا عدوُّ.. بلا وطنْ

 

4-

أعلى من الروح

يا غيمي ويا شجري

يا طيرَ روحي وذي الدنيا وما فيها.

إنْ تطلب الماء

هذا الماءُ من شرفٍ

لا يشربُ الحرُّ إلا من أعاليها.

 

5-

واتْسِاعٌ على ضِيقِ ما يَتَجَلَّى

وَأنْتَ على وَحْشَةٍ تَتَملَّى

فكيفَ على وحْشَةٍ

سَوْفَ تَبدأُ يا سَـيِّدَ العَاشقينَ الكِـتابْ..؟

وكيفَ تَقُصُّ على الحَاضرينَ بحُلمِكَ

عُرْفَ النِّجابْ ..؟

ومَا الشِّعْرُ ..؟

ما حَضْرَةُ الشَّاعرِ العَذْبِ

في حَضرَاتِ العَذَابْ ..؟

وما الصَّمْتُ ..؟

أَتلْكَ الجِبَالُ الَّتي تَتدَلَّى أفَاعٍ

أمْ انَّ الجِبَالَ الَّتي تَتجَلَّى رِقَابْ ..؟!

 

6-

كانَ قلبُ الفَتى مُولَعاً بالغِناءْ

مُولَعاً بِالشَجَرْ.

لمْ يَجِدْ في قُلوبِ البَشَرْ

غيرَ قلبِ الصَّغيرةِ

أبْلَغَها كلَّ ما كانَ في غيِّهِ

ثمَّ أسْلمَ في قلبِها

قَانِعاً بالمكانْ

قَانِعاً بِالمطَرْ ..

حينَ يأتِيْ

وَلا يَعْرِفُ الطِّفلُ كيفَ كَبرْ.

 


-الرياض