1
منْ هذا المستيقظُ فَجْراً مثْلي؟!
رائحةُ الهيل تقولُ هنا أهلي
أمّا الأوطانُ فقد نامتْ
مثلكِ نامتْ
لا بأسَ سنحرسُها
من رأسِ الجبَلِ إلى السهْلِ
2
صاح الديكُ الظهرْ
قلتُ: لماذا؟
من خرّب أوقات الديكِ فما عاد يؤذّن عند الفجرْ؟
قالت روحي:
تلك الأوطانُ
إذا أسررْنَ
يكونُ الفارقَ في التوقيتِ الجهْرْ
3
إنْ قلتُ أحبّكِ، بعدَ الخيبةِ تلو الخيبةِ،
هلْ يسقطُ منْ عرشٍ إفريقيٍّ توّجَ أمريكا أوباما؟
أوْ قلتُ أحبّكِ
هلْ يخرجُ من هذي الأرضِ جميلٌ عربيٌّ
يغدو للدربِ وللناسِ إمَاما؟
إنْ قلتُ أحبّكِ
هلْ ستعودُ الأرضُ لدورتها
نعرفُ وجهتَنا منْ وجهتِها؟
إنْ قلتُ أحبكِ، أوْ قلتُ بأنّا ودّعنا الخلفَ
وقلتُ الوجهةُ يا روح: العينانِ
فقلتِ أيا قلب تقدّمْ فتقدّمْنا
لكنْ هلْ كان الإقدامُ
كما يرجوه البسطاءُ العظماءُ
كما نرجوه أمَاما؟!
4
الطيرُ على الشجرِ يقولُ سلامُ الله على الأحبابْ
والشِّعرُ بطولِ الشجَرِ يقولُ سلامُ اللهِ عليكم أحبابي
لا شيء لديّ سوى روحي والقلب وهذا البابْ
هذا ما أملكُ من ذهبِ الدنيا
والدنيا عاريةٌ دونَ حجابْ
هذا من بين الأبوابِ جميعاً بابي
أما النافذةُ: فهذي العينُ، وهذي الأهدابْ
أهلاً.. يا أهلاً
ما بين فراشٍ وغطاءٍ
تحضنكم بالحبّ وبالرفقِ إذا ما جئتمْ أهدابي
5
جاءتْ فابتسمتْ عيناي، تساءلَ في الغربةِ بيتٌ عنْ بيْتِ:
هل أنتِ على بعد مسافةِ عمرٍ بنتي؟!
قالتْ: لا.
قلتُ إذاً أختي!!
قالتْ: لا.
قلتُ: إذاً أنتِ حبيبة قلبي، خجِلتْ
قلتُ لها والحبّ محيطٌ: أدري
للنخلِ طقوسٌ فاختاري منهنّ كما شئتِ، إذا شئتِ
فابتسمتْ، ضحِكتْ، ما أجملَ بسمتها
والصبح الأول يفتي ما يفتي
ما أجملَ أنّ أناي الخجلُ إذا ما غنّتْ حبّاً للأحبابِ
لذاك اللّيل، ولا يبقى من روحِ الليلِ
أيا عين، ويا ليل، ويا روحي
غيرُك أنتِ
6
ماذا يخطرُ في بالكْ؟
يخطرُ وجهُ غزالٍ فوقَ الماءِ
يُعيدُ ليَ الأوطانَ
الصورةَ واضحةً
أعرفُ أني أحببتُ
وأدركُ أنّي في خطوتهِ الهالِكْ