ما زلتُ أكتبُ قصةً

بلْ أنهراً

أختالُ في فيضٍ من الأشعار

أُرسِلها وميضاً للحيارى كالضياءِ

ما زلتُ أسكبُ دمعةً

أوْ شمعةً

وأظلُ أُحرِقُ أضلعي

ملَكاً أُحلِّقُ في الفضاءِ

يا للفضاء يضمّني

فأموتُ.

ما هذه الغربان تنقر مهجتي

حتى تقاطرَ من دماي التوتُ؟!

وأنا الذي يحيا ويحيا

ثمّ أعود متّسقاً كما العنقاء

كي أحيا

وكي أحيا

وتعودُ تنمو في النواحي

حول قلبي أذرعٌ

أو أفرعٌ

وتعودُ تشرقُ في عيوني

أسْطحٌ وبيوتُ.

تلك الفراشةُ بنتُ ضوئي كالسنا

وأنا الزمرّدُ

توقُ مرجانٍ دنا

وهي التي في نبعِها

تمْرٌ وسكّرُ بهجةٍ

وملِيكةٌ

وبطبعِها الياقوتُ.

آهٍ

وآهٍ

ثمّ آه

قمرٌ يُدانُ

وأنا الأميرُ ولي يَدانُ

وأنا المزارعُ والكيانُ

أدعو أقول:

غربان يا غربان

فرّي من هنا

فهنا حقولي، منزلي، والقوتُ.

وتشَرّدي مثل اليهودِ

كخاتمٍ في التيهِ

إنّي هنا

ها خطوتي

رجُلٌ.. وواثقُ خطوةٍ 

وهنا جمالٌ مُشرِقٌ

يدعو على جبلِ الخلودْ 

الله كمْ نكثوا العهودْ 

مِثْلَ التي بالجهلِ كمْ نكَثَتْ 

عن الصوفِ الوعود.. 

أنعود نغزل للمدى أحلامنا 

ونعود ننكث 

لا وربٍّ سرّهُ الملكوتُ

وأنا الذي وَهَجٌ 

وأنا الذي في المظْلماتِ تبتّلٌ وقنوتُ

وأنا الرضا واللينِ 

أبْدو ليّنا 

لكنني صعبُ المنالِ

أبو العناد 

قد اصطفيتُ من الثبات ثباتَه.. 

فثبوتُ

الله كم أعمارُنا ثمَرٌ لهم 

وبيوتنا شجرٌ

ونخلٌ قائمٌ 

وبيوتُهم أوهى 

وأضعفُ من بيوتِ العنكبوتِ العنكبوتُ

والله قبلَ عمائهم

والله نعرف

كم عرفْنا فِطرة

الله

قبل عبادةٍ

صلّى بها

وبأهلها الكهنوتُ.

ما أبشعَ الإنسان

حينَ يقودُهُ الطاغوتُ

ما أبشعَ الإنسان

قوّمَهُ الإلهُ

وقادهُ الطاغوتُ!!