ساعتان من العمر ريانتان
طلبتهما بعد قول السلام
يا حبيبي الجميل كأشجار قلبي
وأمطار بوحي
أعطني ساعتين فقط
لأرتب روحي
أشدَّ مع المدّ غيم جروحي
أسبّحَ ربيَ، أشكرَه أنْ نجوتُ
أمدّ القواربَ..
أسحبها عن مياهٍ لنهرٍٍ أنيسٍ
كأنسٍ به كنت أصبو إليكَ
سبحت به بالعيون
فكان كحسنك بالفضل يسبي
ساعتان كصبر القبائل
من غطفان لحربِ
ساعتان أرَبي
لأمتدح الصبح حين يلوحً
ويرسم للخافق المتعبِ
ساعتين من الشغبِ
بسمةً كالعقيق على الجيدِ من طفلةٍ شاردة
للصغار عناقيدَ من عنبٍ يركضون بها كابتساماتهم
لا حروبَ تُشنّ
ولا قصف َمن طائرات التهالك
يا صاحبي
ربما أستعيد وروداً نسيت مع الهمّ إهدائها لجبينك
عينٍ كعينك
لطفٍ كلطفك
كل الذي أشتهيه أنا
ساعتان فقط
ساعتان أيا صاحبي تكفياني
وخذ باقيَ الوقت واعبث به
أنا ليس لي غير حلم كما الساعتين
أرتب فيها الحياة
وما خرّبته الجناةُ
أعيد المحاسن للطيبين
وكم من ذنوبٍ بها أستعيد
ولو لم أكن صاحب الذنب فيها
أحاول تعدادها
ربما يغفر الله ذنباً هممت به
وإن كان مٍن لمَمٍ
ساعتان فقط
وخذ باقيَ العمر
ساعتان حبيبي
ستأتيك مني الحدائق والمفردات
ونوحٌ لقمريّة خلف قمريّها
وجمال ُابتساماتِ فجرٍ كتلك العصافير
تعرفها
شقاوة قط طليق يعطّل أوقاتنا ّإذْ يمرّ
أنا يا حبيبي أريد من العمر مهما استطال
فقط ساعتين بكلّ صباح
فأرجوك، والكرمَ الذي عشته العمر في مقلتيك
سأجلس مثل الفقير بباب الكبيرِ
ولي طلبٌ واحدٌ
أأدركتَه..
وأنت تنام على فطنة وتفيق؟!
فدعني الصباح قليلاً
لكي ما أرتّب ما أشتهيه من الحب لك
وأقطفَ من عزلتي باقتين
وروداُ بأكمامها اليانعة
زنابق شعرٍ وفلٍّ
لترتاحَ آنية الخزفِ المهملةً
وعذراً أخيراً
إذا جاء مني الخطابُ بيا صاحبي
فكم تعلمين بأنك صاحبتي
ولكنّ عهداً تقادمَ
غطى غبارٌ على الياسمينِ
تساقطَ منّا الجمالُ
وعرفانُ بوحٍٍ بوجه الخطاب ووجهتهِ
والختامُ كما عادة العرب الطيبين السلامْ.