ماذا يعني يا ذا البدويّ الحربيّ وطَيْبةُ دارك؟ 

ماذا تعني الضّادُ الحرّةُ والضادُ ديارُكْ؟! 

ماذا يعني أنّ رداءَكَ سكَنِيٌّ بالفطرةِ 

رغم بياضك والحزن سوادْ. 

ماذا يعني أنْ يزدادَ الجاهلُ جهلاً 

والأرضُ مدادْ؟ 

ماذا يعني 

أنْ نسالَ ماذا 

يا حرّاً مبتهجاً يعرفُ ما يعنيهِ رمادْ؟! 

ماذا يعني أنّ قميصكَ خمريٌّ من تينْ؟! 

ماذا يعني يا قلبي 

إذْ تسألُ ما المعنى؟ 

كلّ المعنيّين هنا 

والجملةُ تبحثُ عنْ معنى 

قال الراوي: 

كمْ دمعت عيناهُ 

وردّدتِ الطيرُ قصائدهُ مثنى. 

قالتْ منْ تعلمُ 

والحبّ على مفرقِ قلبٍ وحنينٍ وودادْ. 

دعنا منهم 

دعنا: 

هذا يا أنبلهم يعني 

أنكّ لم تنسَ فلسطينْ. 

هذا يعني 

أنك أحببتَ الأهلَ وذي نارُكْ. 

هذا يعني 

أنك بيت الدفء العربيّ 

إذا ما غنيتَ الشعرَ كريماً 

والشاهدُ حتى لو كان عدوَّكَ جارُكْ. 

هلْ تذكرُ كمْ ردّدْنا وجدَكْ؟! 

كنا أطفالاً وشباباً ونساءْ 

كالأرضِ  التصقتْ بسماءْ 

أنشدنا مثلك يا شاعر غربتنا بعدَكْ. 

ما كان سواكْ. 

الوجه القمحيّ يُطلّ على حزنِ سوادٍ وعبادٍ وبلادْ: 

تمطرُ 

تُزهرُ 

وتعودُ إلى دورتها الأرضُ..

صهيلُ نخيلٍ 

وثباتٌ 

وجهادُ جيادْ.