1.

قالَ لأنفاسِهِ

للبياضِ المخاتلِ مثل العبادِ

وكان كطفلٍ يردّدُ:

أنت كبرتَ إذاً

وما عدتَ تحسنُ فهمَ البلادِ 

ولا في المساءاتِ كالطيرِ تتقنُ وزنَ القصيدةْ.

قالتْ حبيبةُ روحٍ تعال هنا يا كبيراً

تعال إلى الماءِ قربي

فإني أحبكَ في العدل والميلِ

ها إنني حرّةٌ مثلما تشتهي

وإني هنا مثلما تتمنّى السعيدةْ.



2.

يا شجري

ماذا لو تمشي

وتجيءُ إليّ هنا

وأنا أعرفُ يا قلبي أنكَ تعرفنِي

تعرفُ عنوانَ البيتِ

وتعرفُ أين تركنا المفتاحَ كعادتنا

مثل الأوطانِ إذا ما تركتنا عمداً

هيا باللهِ عليك تعالَ وخذني

فأنا منذ الفجرِ أحاولُ أن أعرفَ أينَ أنا

ما اسمي

فأنا وطنٌ مثل الأوطانِ اليومَ بغربتِها

تبحثُ في التيهِ عن الوطَنِ.



3.

يا حزني لا أدري مِمّ وبي فرحٌ يغمرُ روحي

أحسبُ أني أعرفُ من أيْنْ.

الطيرُ ستأتي

والأشجارُ المهملةُ ستصحو

وتغنّي لي

والناسُ ستصغي

ذات الشالِ

وذاتُ الخالِ

ستشرقُ بالعينينِ وبالخدّيْنْ

السيدةُ الحاليةُ ستأتي

يسبقهاٌ عطرٌ

تمنحني فرصةَ تقبيلِ الكفّيْن.

تلك السيدةُ العاليةُ ستحني رأساً لتقبلَ رأسي

وتقولَ حبيبي ما بكَ؟

أخرجُ من حزني

يشتعلُ القلبُ

وتكتحلُ برؤيتها العيْنْ.



4.

ما أجملها

منْ منكم مثلي كالشجرِ الناعسِ

كالشمسِ إذا ما عبَرتْ

يصحو يتأمّلُها؟

أدري

ترمُقُني في خفَرٍ

لكني عمداً كالطفلةِ ساعةَ تطلبُني

كيْ تلفتَ عينِي أتجاهَلُها.

ألعبُ كالطفلِ

وأتعبها بالحبِّ

تعودُ إليّ وتحضُنني

فأقبّلُ أرضاً منْ شجرٍ وطيورٍ تحضنُها

وأعودُ

أعودُ أُقبّلُها.



5.

ماذا لو قلتُ أحبُّكْ؟

أدري

يسقطُ كالتينِ من النخلةِ قلبُكُ.

قالت ما هذا

تينٌ من جذعِ النخلةِ؟!

قلتُ نعمْ

هذا يا طفلة روحي ما يحدثُ

للشعر جنونٌ وذنوبٌ وأنا أحملُهُ الذنبُ

أيا وردة قلبي

يا روحي

حتى لو كنتِ الذنبَ

أنا

مبتسماً بين الناس أغنّي

وأقولُ لمغفرةٍ: ذنبُكْ.