1.


قالتْ باسمةً في مكْرٍ

والشعرُ الأسودُ يُظهرُ وجهَ الصبحِ

ترى ما سرّكَ والأسوَدْ؟! 

قلتُ لها: قلبكِ هذا الأبيضُ 

لونكِ هذا الحنطيُّ أيا جمعي المفرَدْ. 

حزنُكِ يا فرحَ الروحِ 

وعاصمتي الأولى، والغَدْ. 

سرّي جرحُ الأوطانِ الممتَدّ. 

يا سيدتي 

يا سكّر أيامي: 

سرّي أني لونُكِ هذا الصافي في صفحاتِ الليلِ تَبغْدَدْ.



2.

إنْ كنتُ مِنْ طينٍ فأنتِ حبيبتي مِنْ فيضِ نورْ. 

والبدرُ أنتِ وليلتي، ولأنتِ في الشعرِ البدورْ.

أمّا الصّباح فأنت شمسي 

والظلالُ كما تُفضّلُ قهوتي والياسمينْ.

يا كرمَ أضلاعٍ تدلّى 

يا خمورَ الروحِ 

يا ضوئي

ويا ناي الحنينْ.

العيدُ حلَّ 

وما تجلّى في الحضورِ سواكِ سيّدةَ الحضورْ.



3.

يا سيدةَ الحسنِ العيدُ أتى 

هاتي أمسحُ عن عينيك الحزنَ 

فما لكِ والحزن 

الحزنُ أنا وقصائدُهُ الأجملْ. 

أنتِ الفرحُ وشمسُ الأيامِ 

وأنتِ الماضي 

تاريخي أنتِ إذا ما نهضَ، 

المستقبَلُ. 

بهجةُ نهرٍ يا مهجةَ روحي أنتِ 

وأنتِ النهرُ، وزهرُ الحبّ 

السيرةُ والعطرُ، فهلْ يتغيّرُ فلٌّ 

أو يتبدلُّ مجرى النهرِ 

وهلْ مثلي أحدٌ في العشقِ 

أسيدةَ الحسنِ الأوّلِ 

يسرقهُ العمْرُ 

ويبقى الشّجرَ الواقفَ لا يتحوّلْ؟!



4.

ماذا أهديكِ 

وما العيدُ، وكنتُ بدونِ الأشجارِ تظلّلني بين يديكِ، 

بنيتُ على الرملِ قصوري؟ !

أهديكِ الساعةَ كلّ بحوري: 

بحرَ الشعرِ، وبحرَ الحبّ 

وبحرَ العمرِ الراكضِ خلفكِ يا جوري. 

يا عيدي

يا نهرَ الحزنِ المنساب من العينينِ 

وأعراسَ طيورِ الفجرِ، 

وصبحَ القهوةِ، 

مبعثَ نورِ العينينِ، وشلالَ الأبيضِ 

يا منْ تُشعلُ روحي 

يا روحي 

يا مستودعَ أسرارِ الفتنةِ

يا سحراً يسْرِي

يا نسمةَ أيامي وعطور