الْتِفَاتَةُ كَرْم

 

حدَّثَنا..

كانتْ لتُخُومِ الأرضِ خِيامٌ وصَبَايَا،

للَّيلِ النَّاهِضِ في الجفنيْنِ السُّؤْلُ مُتُونْ.

ما كانَ شِجاراً،

كانتْ أشجاراً،

وعبورَ عُيونٍ لعُيُونْ.


قالَ العَارِفُ

والحلمُ النَّازِفُ جنةُ أحلامٍ وسُكُونْ.

النَّاسُ خفايا،

والنَّاسُ نوايا وظُنُونْ:

فاليابانيِّونَ نُهوضُ حضارةِ أجدادٍ

مهما خيَّمَ في الليلِ خنوعُ الباعةِ

واستسلمَ شعبٌ للنَّوويِّ تداعى

واستعصَى فرْضُ القانونْ.

والكورِيُّون لهُمْ لطفٌ كورِيٌّ،

مختلفونَ ومتَّحِدُونْ.


لولا نارُ الحربِ الكوريِّةِ

تلك النَّارْ..

مَنْ أشعلَها غيرُ الكاوبويِ المجنونْ..؟

مَنْ أشعلَ نارَ الفتنةِ غيرُ جنونٍ يودي لجُنونْ..؟!

آهٍ..

مَنْ يذكرُ في هذا اليومِ فلسطينْ..؟

مَنْ يذكرُ يا نارَ القتَلَةِ والقتْلِ جِنينْ..؟


أعْلى الصفحةِ حِينَ أقُلِّب ذاكرةً

مِنْ حُبٍّ وحَنينْ،

سوف يُطلُّ اليونانيُّ وزورْبا،

والروسيُّ كبوشكينَ المتعالِي.


كلُّ شعوبِ العالمِ مِنْ حولِي

مِنْ عنَبِ الشامِ،

إلى أحبابي  في  جدَّةْ،

لليمَنِ العالِي،

للفندقِ في " حَدَّةْ "*

حتَّى "جبل النَّهْدَيْنْ"*

والأجملُ

أجملُ ما في الأجملِ،

أنَّكِ قفْزُ فَرَاشٍ أطولُ من طولي.

لفْتَةُ كرْمٍ عتَّقَهُ التاريخُ المُشرِقُ مِنْ بغدادَ إلى يافا،

هذا قبلَ الخزيِ وقبلَ العارْ/

عارٌ لا تغسلُهُ غيرُ النارِ وغيرُ "الثَّارْ".

يا أنتِ،

يا وطناً مِنْ عسَلِ الأسرارِ

وزيتِ الزَّيتُونْ.


يا هبَّةَ رِيحٍ مِنْ أعشابٍ وعطورْ.

يا ليلَ مَرَايا وبخورْ.

يا سِدْرَ اللهِ.. مضافاً،

يا مُدُناً لوْ دوَّى القتْلُ بها،

قتْلُ المستعمِرِ والخائنِ والملعُونْ.


تبقى أنهارَ بياضٍ ورخاءٍ

مثلَ ملائكةِ الرَّحمةِ في المشفى.

كالرَّحمةِ أنتِ..

إنْ جسدي يمرضُ بالأبيض تشفيني،

هاتي الأبيضَ يا مَلَكاً أتعافى

مِنْ إطلالة عيْنٍ،

مِنْ شفتينِ كلوْزٍ ما انشقَّ،

ولمْ يُقْطَفْ.

لمْ تقطفْهُ الأيامُ،

ولا أتْلَفَهُ الثلجُ بكانونْ.

قدْ كانَ وما زالَ.. يكونْ.

يبصرُ في الضوء قيامَ العتمةِ،

يشعلُ للنَّاسِ كتاباً ويقولْ:

يا للتَّاريخ تشوَّهَ عبْرَ المستعمِرِ

هذا الحاقدُ،

والرَّاوي الكاذِبُ نتنٌ

هلْ يُعقلُ أنْ لا إِبصارَ سوى للصهيونيِّ الأعمى..؟!

قولي مِنْ أين أعيدُ لجدولِ حبٍّ بعضَغناءْ..؟!

قولي مِنْ أينْ..؟

وأنا الصَّحراءُ

أنا ابنُ الصَّحراءْ.

أعْطي الماءَ لأهلِ الماءْ..!


يرنو كصغارٍ في كسَلٍ

يلعبُ..يتغافى،

ما حَلَّ النَّومُ بعينِ الطفلِ المتعبِ دونَ عناءْ.

بلْ حَلَّ الضَّغطُ،

فهاتي السُّكَّرَ

يا سكَّرَ أيامي،

يا مَنْ أنظرُ للعلياءِ تَلأْلأُ قُدَّامِي

قالوا كمْ يصعبُ قطفُ الحلْمْ..؟

ما يُسعد يَبعدُ وهو قريبٌ كالغيْمْ.

إلا أنتِ..

اليومَ أراكِ الجنّةَ مثلَ الأمِّ، وأقدامُ الأمِّ الجنَّةْ،

يا للجنَّةِ..

هَا والحَقُّ مُضِيءٌ وجهُكِ، والنُّورُ أمَامِي.


هلْ يعمَى القلْبْ..؟!

كَلَّا والرَّبْ.

فالنُّورُ.. النُّورُ نِظَامِي..!