كِسْرةُ المَاء
خَسِرَتْ قَبْلكَ الرُّومُ،
والفُرْسُ خَاسِرَةٌ،
والذِّئابْ.
أيُّ حُزْنٍ تَوَلاَّكَ،
أيٌّ كَسَاكَ،
وأيٌّ خَلعْتَ عليهِ الثِّيابْ..؟!
ثُمَّ مَا وَحْشَةٌ
أيُّها الشَّنْفَرى الذِّئْبُ،
ماذا الخِطابْ..؟!
السِّهَامُ كِتَابْ،
والسَّلاَمُ كِتَابْ،
والقَصَائِدُ مِنْ عَهْدِ آدَمَ،
والماثِلاَتُ الكِعَابْ.
والكُؤوسُ الشِّفَاهْ.
والبِلادُ المِيَاهْ.
والأَجِنَّةُ، والأَهْلُ، والطَّيِّبُونَ الصِّحَابْ.
والأَغانِي العَظيمةُ حَدَّ البَسَاطةِ،
والطَّيْرُ،
مِنْ هُدْهُدِ الحِكْمَةِ المسْتَعارةِ،
حتَّى انْشِدَاهِ العِبَارَةِ،
حتَّى الغُرابْ.
والنِّسَاءُ اللَّواتِي وَرَدْنَ القَصَائِدَ ذَاتَ حِجَابْ.
والجِيَادُ عـلى طَرفِ الضَّادِ،
والضَّادُ في ضَجَّةِ الحَضْرِ،
فِي ضَجَرِ البَدْوِ مُسْتَسْلمينَ، وقُوفاً على غيْرِ بَابْ.
واتِّسِاعٌ على ضِيقِ ما يَتَجَلَّى،
وَأنْتَ على وَحْشَةٍ تَتَملَّى،
فكيفَ على وحْشَةٍ
سَوْفَ تَبدأُ يا سَيِّدَ العَاشقينَ الكِتابْ..؟
وكيْفَ تَقُصُّ على الحَاضرينَ بحُلمِكَ
عُرْفَ النِّجابْ..؟
ومَا الشِّعْرُ..؟
ما حَضْرَةُ الشَّاعرِ العَذْبِ
في حَضرَاتِ العَذَابْ..؟
ومَا الصَّمْتُ..؟
أَتلْكَ الجِبَالُ الَّتي تَتدَلَّى أفَاعٍ
أمْ اْنَّ الجِبَالَ الَّتي تَتجَلَّى رِقَابْ..؟
لمْنْ هدْأةُالحَبْلْ..؟
ومَنْ هذهِ المرأةُ العَالِقَةْ..؟!
قَدْ نَشَرْتُ القَصِيدَ،
ومَكَّنْتُ نَفْسِيَ مِنْ كِسْرَةِ الماءِ،
إنِّي اغْتَسَلْتُ جَميعاً
ومَا ظَلَّ فِي جَسَدي مِنْ ظَلامٍ،
ومَا ظلَّ بَابٌ على يَدِهِ سَابِقَةْ.
لماذا الحِبَالْ..؟
لِمَنْ جُثَّةُ الاكْتِئابِ..؟
عَذابٌ
وتَعْرِفُ أنَّ العَذابَ عَذَابٌ،
ولكِنْ..
إلى أيِّ قَبْرٍ عظِيمٍ سَيَخْتَتِمُ اللهُ هذَا العَذَابْ..؟
لِمَنْ تُطلِقُ الشِّعْرَ..؟
مَا ظَلَّ مِنْ شَجَرٍ يَتَمَاهَى،
ومَا ظَلَّ مِنْ شَرَرٍ يَتَبَاهَى،
على غَفْلةٍ مِنْ جِبَاهٍ ترَاهَا
وكُنْتَ تَودُّ بأَنْ لا تَرَاها.
لِمَنْ هذِه الكأسُ..؟!
والرَّأْسُ هَذا لِمَنْ..؟!
وكَيْفَ يُغَنِّي بِحَضْرَتِها شَاعِرٌ لا يُثابْ..؟!
لمَنْ يُكتَبُ الآنَ..؟!
لنْ أكْتُبَ الآنَ عَنْكَ،
ولنْ أَسْتَفِزَّ اللَّيالِي.
وتَعْرِفُ
يا حَابِسَ الطَّيرِ تَعْرِفُ،
أنَّ اللَّيالِي كِلاَبْ.
الرياض/ 92