الشِّمَالُ والجَنُوب!



1.

العمْرُ الرحلةُ

أشجارٌ وطيورْ.

وعطايا من وردٍ وعطورْ

وزوايا فارهةٌ منْ شعرٍ وغناءٍ ونُدُوبْ.

العمرُ الطائفُ

إذْ يطرقُ بابَ البيتِ غزالٌ من شعرٍ

ثمّ على عجَلٍ يهربُ

والناسُ تقول له ما بكَ يخجلُ

والبسمةُ تعلو

والقلبُ يذوبُ وما ثمَّ ذنوبْ.

يا ربَّ الطائفِ

هذا الطائفُ مثلي يخجلُ

مما تمنحهُ في الصبحِ الحنّاءْ.

العمرُ يسافرُ في كفّين

ويقرأ وجهي وهو يغني

يا سيدتي من يزرعُ عطراً أو شعراً

في هذا الوقتِ الْيغربُ

غيرُ قلوبٍ تعشقُ، والعشقُ قلوبْ.

هيا ما بالي أبكي

وأنا أعزفُ لحناً يعرفهُ الناسُ،

وللناسِ مقامْ:

ما ثمّ شمالٌ دونَ جنوبْ.

2.

لعينيكِ يا طفلتي المشتهاةْ.

أصلِّي كثيراً..

وأدعو الإلهْ

لِيحفظَ للوردِ أكمامَهُ ونداهْ.

ويحفظَ سحرَ الترابِ،

وسرَّ المياهْ.

لعينيكِ يا وردتي المصطفاةْ.

أقولُ الكلامَ بلونِ الشفاهْ.

وأبحثُ عن جنّةٍ في السماءْ

عسى أنْ يكونَ لنا مثلُها في الحياةْ..

3.

نامي فكلُّ الناس ناموا

لكن إذا ما قمتِ قاموا.

شيطانةٌ..

لا.. بلْ ملاكٌ

ذاك سرّك فاستقاموا.

حبي فريدٌ في الأنامِ

وإنْ تفاخرتِ الأنامُ.

4.

تحتارُ ذاكرتي بأمركِ يا صبيَّةُ

تطرقين البابَ أفتحُ: لا أحدْ

وأعودُ أجلسُ تجلسينَ

وتشربينَ ندى الصباحْ.

الفلّ فاحْ.

والوردُ ينمو في غيابِ المزهريةِ

في تنقّلكِ البهيِّ وفي الشموسْ.

أغريتِ طاولتي..

سأشربُ قهوتي مِنْ كحلِ عينِكِ

سكَّري مِنْ قطعتينِ مِنَ الضياءِ

- إذا سمحتِ

فكرمتي أجَّلتُها

كجنونِ أفكاري

أعتّقها فتمتلئُ الكؤوسْ.

5.

جنوبٌ هُوَ الحبُّ ..

أمَّا الهوى فشِمالْ.

على كلِّ حالْ..

مهاجرةٌ كالطيورِ القلوبُ

تُضاءُ الدروبُ فتمطرُ

تأتي الحبيبةُ في هدْأةٍ

فأقولُ تعالي..

تقولُ تعالْ.