قالتْ سأتوب..!
1.
لسلمى مقامَاتُ الحِجَازِ وما يُرَى
مِنَ الطيرِ والأشجارِ سِرَّاً على جَهْرِ
لها القلبُ والوجدانُ والروحُ كلُّها
وسِرِّي جَمَالٌ في ضفافٍ لها عُمْرِي
2.
وصادفَ أنهُ مَرَضُ
هِيَ الأيامُ تُتعِبُنا
بما سنُّوا وما فرَضُوا
فلا ماضٍ لهم نبغِي
ولا مستقبلاً عرَضُوا
فباسمِ الدينِ كمْ قتلوا
وما دِينُ الفتى حَرَضُ
همُ الإخوانُ فتنتُهمْ
على الأوطانِ فانتفَضُوا
لنا في أهلِنا غَرَضٌ
وهمْ لعَدُوِّنا غَرَضُ
3.
مَنْ ذا سيحميني مِنْ غربةِ الطينِ
مَنْ غيرهُ.. ربِّي حّيٌّ فيحييني..؟
4.
دارٌ بها الطّيبُ مَعْجُونٌ بِفِطْرَتِهَا
وَإِنْ رَمَتْهَا سِهَامُ الكُرْهِ، والظِّنَنِ
ضُمّي عَلَى الدّرِّ مِنّي جُوْدَ أخيِلَة
أرسلْتُها كالجِـيادِ الجُرْدِ تسبِقُنِي
5.
قالتْ سأتوبْ.
ما تابتْ..
لا يسقطُ مِنْ نارِ الفتنةِ غيرُ ذنوبٍ تقضي لذنوبٍ نحوَ ذنوبْ.
لا يسّاقطُ مِنْ شجر التفاحِ سوى ما نخشى
مِنْ وهْجِ الأحمرِ كمْ نغشى
حتى صارت بالفطرةِ تخشاهُ قلوبْ.
6.
ينثُرْنَ الحُبَّ..
ولا حَبَّ سوى ما تلتقطُ الطيرُ
فأبحثُ في صمتي عنِّي.
أبحثُ في التيهِ كما التائهِ عنْ ماءٍ
أبحثُ في الجنةِ،
جنةِ أمٍّ غائبةٍ
في لثغة طفلٍ
حتى بتّ مع الأطفالِ أغنِّي.
«ألقاني»..
أجدُ الغائبَ في وجهكِ
حتّى لوْ طالَ غيابُ الغيمِ
لأنكِ أقربُ مِنْ روحي منِّي.
7.
لكلِّ بلادِ السلامِ سلامي
أنا الرجلُ الحرُّ عندَ السلامْ
وإنَّ فؤادي الرقيقَ لديكم
فغنوا لهُ جملةً بابتسامْ
أنا اليمنُ الحرُّ والعود يعلو
وترجيعه نغمٌ في الشآمْ
وأمَّا الجزيرة يا نبضَ قلبي
فبدءُ النشيدِ وسرُّ الغرامْ
سلوا عالياتِ الغيومِ فعنْها
وعَنْ مقلتيْها يُجيبُ الغمامْ.