إنَّ الكتابَةَ فيمنْ غَلَبْ..!
 

على الأرْضِ منِّي السَّلامْ.

وللعُرْبِ: طيِّبِهِمْ والتَّقيِّ،

وفيهِمْ رسالتُهُ والنبيُّ،

وأعلى صُرُوحِ البيانْ.

فأمَّا الحروبُ

فمِنْ صُنْعِ فرعون هذا الزَّمانِ وهامانِهِ:

يرفعُ الصَّرْحَ مُلتبِسَاً بالخديعَةِ

مُستكبِراً بالحشودِ

ومُستنفِراً فتنةَ المَائِلِينَ لِهَدْمِ الجِنَانْ.

وأمَّا البَيَانُ فهذا بَيَاني لَكُمْ فاحفظوهُ

وكونوا بهِ الرُّمحَ والصَّولجَانْ.

وكونوا الخلائفَ في جنَّةِ اللهِ

أرضِ الرِّسالاتِ،

مَهْدِ الحضاراتِ،

مفروشةً بالغمامِ

ومعروشةً بالعِنَبْ.

وكونوا الثَّوابتَ والعادياتِ

أعِدُّوا لهم ما استطعتمْ مِن الكبرياءِ

مسوَّمةً بالجَلالِ

وممهورةً بالغضَبْ.

ولا تهلكوا

وتوخَّوْا بها ما أُمِرتُمْ بهِ مِنْ عتَادٍ

ومِنْ زادِ عِزَّتكمْ مِنْ أَيَادٍ

ومِنْ صَافِنَاتِ العِنَادْ.

ولا تتركوا كائناً لا يُقاوِمُ فيكمْ

وإنْ حَجَرَاً ساكناً سيئنُّ

ليُبْلِغَهُ الطِّفلُ غايتَهُ في جبينِ الجَبَانْ.

فأشجارُكُمْ سَتُسَنُّ،

وأضلاعُكُمْ سَتُسَنُّ،

وأرواحُكُمْ سَتُسَنُّ،

فلا تستوي ذِلَّةٌ وجبينُ العَرَبْ.

وكيْمَا يَعُمُّ السَّلامُ،

ويُزْجَى الحَمَامُ،

ويُمْحَى الظَّلامُ ورِجْسُ الغُزَاةِ

فهذا البيانُ مِن الشِّعْرِ مَارِجُهُ للعدُوِّ

وخاِلصُهُ للعرَبْ.

وهذي الشَّهادةُ بالحقِّ عالِيةٌ

كنخيلِ البلادِ التي أحرقوها

على غيرِ حقٍّ..

وأدرَكها اللهُ بالنَّصر عمَّا قريبٍ.

فهاتوا مواثيقَكُمْ واكتبوا لغةَ الفخْرِ

في الصَّدْرِ،

في أوَّلِ السَّطرِ،

إنَّ الكتابَةَ فيمنْ غَلَبْ.