الحَارَة!
1.
الشِّعْرُ الضَّوءُ وفيْضُ الحبِّ الشفّافِ تدلّى.
والمرأةُ وجهُ الصُّبحِ،
وسرُّ النُّورِ الكامن في الرُّوحِ تجلّى.
ترسمُ عرْسَ الطَّيفِ أمامي،
تدنو إنْ قلتُ: نعَمْ.
تنأى، إنْ قالتْ لي: كلَّا..
وأنا أتبعُها كالطِّفلِ:
أسيّدتي
الوقتُ يمرُّ، العمرُ يمرُّ،
السّاعةُ ترقبُنا،
مهْلاً.. مهْلا.
2.
الطِّفلةُ تطلبُ لي كُولا..
وأنا أكرهُ أمريكا منذُ عَلِمْتُ
ومنْ ساعاتِ الفهْمِ الأولى.
أمريكا تقتلُ أهلي،؟
تُحرِقُ أرضي
كيف أحبُّ أنا قاتلَ أهلي..؟!
إنِّي أكرهُ أمريكا الإرهاب، ؟
وأكرهُ ما فيها من حقدٍ
إنّي أكرهُ أمريكا،
لكنْ في الكرهِ لها،
نحنُ العشَّاقَ نُمَيِّزُ بينَ الصَّالحِ والطّالحِ
وانتبهوا، ؟
فبرغم حديثي..؟
هذا الثوريِّ
أنا واللهِ أحبُّ الطفلةَ ؟
إذْ تطلبُ لي كولا..!
3.
العالمُ حارَةْ.
والحارةُ أبنيةٌ،
ومصالِحُ وبيوتْ ?
مِنْ جوعٍ وسعَالٍ وحجارَةْ.
أرواحٌ تُزهرُ وتموتْ.
والحارةُ فيها الظالمُ، والمظلومُ، وتُجَّارُ القوتْ.
والحارةُ في فوضاها تشبهُ بيروتْ،
لا يُلقي فيها السُّكَّانُ اللومَ على الملّاكِ،
السكانُ يلومونَ السَّاسةَ،
والحرّاسَ،
وشيخاً أسس في آخرِها دارَهْ.
تلك السِّيرةُ،
نفسُ السيرةِ،
منذُ عرفنا الوقتَ
ومنذُ تطاولَ بنيانٌ
تترَدَّدُ في كلِّ عمارَةْ..!
4.
للصُّبحِ مملكَةٌ وأروى،
يا صبحُ نَبِّهْ مَنْ لها النُّجْلُ الصِّحَاحُ
وقلُ لها
إنِّي سأكشفُ سرَّها:
الصَّمتُ من عسلٍ
ولثغةُ حرفِها
فنجانُ قهْوَةْ..!
5.
إنْ حلَّ الصَّيفُ ؟
أردنا برْدَ شتاءٍ ودَّعناهُ، وقلْنا:
ما أثقلَ هذا الضَّيْفْ..!
أوْ جاءَ شتاءٌ، ؟
أخْرجنا كلَّ ملابِسِنا،
والبْردُ يُحاصِرُ أطرافَ الأحرفِ والأحبابِ ؟
حَلُمْنا بالصَّيْفْ.
تلكَ هيَ الرِّحلةُ..
كلُّ فصولِ العمْرِ تداعى ؟
في عالمِنا المتذبذبِ هذا،
عالمِنا المرعبِ، ؟
حينَ يدمِّرُهُ الإِنسان الأعمى، ؟
نبحثُ عن مأوى،
لكنَّا سنظلُّ الأسرى:
نقتاتُ الحلْمَ، ؟
ويسحقُنا الواقعُ،
ثمَّ نُغادِرُ رحلتَنا كالطَّيْفْ.