نعناعُ طَيْبَة

 


1.
أيُّها المُجْرِمُ فينا
خَابَ تفجِيرُ المدينَةْ
كلُّها نُورٌ.. صَلاةٌ
وتَؤمُّ النَّخلَ.. لِينَةْ!

2.
قالتْ: يا رَبْ.
فتدلَّى الغيمُ
وأزهرَ موطنُها في القلبْ.
واصطفَّتْ أسرابُ الطَّيرِ،
وأشجارُ السَّرْوِ
تُسَبِّحُ..
ردّدَ دوريٌّ يرقبُها..
يسمعُ ما تتمنَّى إذْ تَتَجلَّى:
يا رَبْ.
3.
هذا الهمُّ النَّازفُ مِنْها..
تُتْعِبُ..
لا أتْعَبُ مِنْها
تلك المدنُ المسكونةُ بالأوجاعِ..
إذا غامتْ حزْناً..
تبكي حبَّاً عينِي عنْها.
4.
أهديناها العمْرَ،
وعطرَ الوردِ،
وروحَ الشِّعرِ،
وحبَّاً مِنْ غيرِ حدودْ.
أهدتْنا الشَّوكَ وقالتْ:
لا تبرَحْ تلكَ الأركانْ.
الفقرَ،
الجوعَ،
الغرْبةَ،
والحسْرَةَ،
لا تبرحْها أبَداً
واغفرْ للأوطانْ..
إنَّ الجُودَ مِنَ الموجُودْ.
يا للخَيْبةِ إذْ تتدلّى
منْ سَقْفِ الزَّيفِ كما العنقودْ.
5.
إنني قربَ بكاءٍ وحنينٍ وأماني.
‏لا المعاني ترقبُ الشكلَ،
‏ولا الشكلُ يعاني..
‏مُرَّةٌ أوطانُنا بركانُها لا يَستقِرُّ.
‏أطلقوا الآلافَ للقتلِ..
‏وكمْ ذا جاهلٌ فيهمْ وغِرُّ.
‏علَّموا الأطفالَ قتلَ الأمهاتْ.
‏ثمَّ قالوا: إنَّ هذا القتلَ بِرُّ..
‏فجَّروا الأوطانَ والأهلَ،
‏وما رفّتْ عيونُ الحِقدِ فيهِمْ..
‏ما اقْشَعَرُّوا.
6.
سأنامْ..
لكنْ لوْ نمتُ الآنَ،
ومِنْ دونِ رقيبٍ
هلْ تشتعلُ حروبٌ..؟!
هلْ توقظُني حرْبٌ أخرى، ودَوِيُّ غُزَاةْ..؟!
أدري أنِّي حربيٌّ،
واسْمِي وشْمي،
لكنِّي أحمِلُ في قلبي للأهْلِ
لكلِّ العالَمِ ورداً وسلامَاً
لا يُشبِهُ أيَّ سَلامْ.
بلْ يُشبِهُ نعناعاً في طَيْبةَ..
عيداً.. مِنْ بَعْدِ صِيَامْ.
إنِّي أحمِلُ في القلْبِ صلاةً ودمُوعَ غَمَامْ.
والشِّعْرَ.. الشِّعْرَ
ألا يعلمُ أصغرُكُمْ أنَّ الشِّعرَ هديلُ حَمَامْ.
خُذْ..
هذا غصْني
وجناحي..
يصبحُ عالَمُكُمْ في خَيْرٍ.. سأنامْ.