1.

نقرأُ نجهلُ
نجهلُ حتّى نسْتمرئَ هذا الأسودَ في الدّنيا، الجهلَ
وما الأسودُ في الدّنيا غيرُ الجهْلْ؟!
نعبُرُ والقتلُ يعمّ عواصمَنا
لا نفعلُ شيئاً، بلْ نرضخُ
نُوهمُ أنفسَنا، ونؤكّدُ أنّ الواقعَ: هذا.
نَمتدحُ الموتَ، نُزيّنُهُ حيّاً،
حتّى نرضى من دونِ خِطابٍ بالقتْلْ.
أمّا القتَلةُ..


ربِّ القتلةُ، ها هم بالعلْمِ الجهلةُ،
كمْ قتلوا في المعتركِ على ساحاتِ الأوطانِ،
ونحنُ المعتركُ، الفتنةُ، والنّارُ،
ونحنُ الأحبابُ القتلةُ والأهْلْ.
2.

يا جود
يا شمس الوجودْ.
يا طفلة القلب، الربيع، أرى يديك برقّةٍ وشقاوةٍ
إذْ تمسحُ العينين ثمّ تفيقُ في خفَرٍ
والخطوُ منْ نايٍ وعودْ.
أشرقتِ، أشرقت البلادُ، وقامَ يحضنُها الفؤادُ
وعادَ للعينِ الضياءُ فلوّحَتْ
ثُمّ ابتسَمْتِ فزالَ ما زرعوهُ بين الأهلِ
واصطنعوا: الحدودْ.
يا جود هلْ أملٌ هناكَ، وكيف ننتزِعُ القيودْ؟
يا جود يا أملي هنا
يا شعر
يا سرّ الخلودْ.

3.

تُحسِنُ تنْدَمُ، تعدِلُ كالميزانِ فتُظلَمُ.
أوْ قدْ تتَبنّى
أوْ قدْ يحملُك الجودُ على أنْ تبنيَ تُهدَمُ.
هذا ما كان، وتلك هي القِصّةُ، والبنتُ/ الأنثى
إّْذْ وضعَتْ سلّمها الخشبيّ على السّدْرةِ كيْ تصعدَ لجبينِكَ
كيْ تصرخَ في وجهك كسوادٍ والوقتُ بياضْ
- إني أكرهكَ، وإني أكرهكم جمعاً.
فاسّاءلتَ لماذا؟
قالتْ بسذاجةِ منْ لمْ يُدْركْهُ العِلْمُ
ولمْ يسكنْ أنحاءَ رياضْ:
- أكرهك، وأكرهُ كلّ جميلٍ
وأنا لا أدري تحديداً ما أكرهُ
لكنّي أكرهُ، أوّل ما أكرهُ
كونُك تحلمُ، كونُك أطيب مَن في الأرضِ
وأجمل ما في الشعرِ، وإنّي أكرهُ كونك تعشقُ..
أنك مجنونٌ بالعشقِ وتعقلُ
أنّكَ تعلَمُ.

4.

لستَ خلّي إذاً!!
قال: لا
لستُ خلّكَ، بلْ أنت خلّي.
- صحتُ يا أيّها العقلُ، أيا غائباً منذُ عهدٍ،
مثل أرجوحةٍ تنسابُ والريح من غير طفْلِ.
أنت..
لا أنتَ لي، ولا أنا أنتَ، لكنْ ربّما كنتَ ظلّي.
قامت الطيرُ والنهوضُ اتساعٌ
والفراشات يضحكْنَ، يُكرْكرْنَ سخريةً،
ثمّ يعبرْنَ ملءَ سماءٍ، ويُنثرْنَ النسيمَ: يا للتملّي!!
صاحبي إنني متعبٌ فأرحْني
إنّ قومي لا يحبّون نصحَنا فلديهم،
كلّ نصحٍ، أوْ قاربَ النصحَ قبحٌ
وأنا والله إنّي
لنْ أعيدَ المُعادَ، وتدري،
تلكَ خدعةٌ، وقديمةٌ مثلما الحوت في البحر يسري
إنّما أنت يا صاحبي وحبيبي