السَّفْحُ والوِشَاح
لجمالِ تراثٍ وأنيسة
سَمَا الجمالُ
واصطفاني وجدُها ووردُها،
وكيْ أراقبَ الجِبالَ
دهشةَ الصُّعودِ
كمْ، وكمْ دَعاني سَفحُها.
مليحةٌ..
تضَاءَلُ الجراحُ
إنْ شكا وأنَّ جُرحُها.
ويمَّحي النواحُ،
ما لطفلةِ النعيمِ والنُّواحِ،
إنْ مَسَّ الفؤادَ بَوحُها..؟
لها البَرَاحُ،
كُلُّ فُسْحةٍ وكرْمَةٍ وراحْ.
أمَّا السَّوادُ،
يا لَهيبةِ السَّوادِ
والمرادُ أنَّ هذا الليلُ لي..
ببهجةِ البنفسجِ الحزينِ كيفما اكْتسَى
بالفلِّ حينما احتسى،
مِنَ الأسى
حتَّى انبلاجِ زهرةِ الصَّباحِ،
فالصَّباحُ قبلَ نشوةِ الطُّيورِ صُبْحُها.
أنيسةٌ
هِيَ المَلاكُ،
كيفَ يُذبَحُ المَلاكُ عندكمْ،
يا ويلكمْ
وكيفَ تمَّ ذَبْحُها..؟
خُذوا دَمِي
وناعمَ القصيدِ مِنْ فمِي
آليتُ أنْ أحبَّها
وأنْ يُعادَ للعيونِ قَدْحُها.
لعينِها اليُمْنَى مِزاجُ قبلةٍ
وفسحةُ المدى.
للقرطِ قبلةُ الخدودِ والنَّدى
فيسقطُ الوشاحْ.
وعينُها اليسرى إذا ما أغمضَتْ
فقصَّةٌ يطولُ شرحُها.
لذا تراني طائراً محلِّقاً
ما عطَّرَ النسيمَ نَفْحُها.
لها الكلامُ
سكَّرُ الحروف، شهدُها
وللثلوجِ نارُها ولَفْحُها.
هو الإلهُ جامعُ الأضدادِ في قصيدةٍ
تمُرُّ كاكتنازِ رِيمْ،
وإنْ مشتْ
تمشي كما البشَرْ.
لكنَّها الطُّيورُ في السماءِ،
يا لَبعدِها القريبِ
إذْ تؤوبُ للشجرْ؛
كأنَّها الغيومُ والتفاتةُ المطَرْ.
وفي تطرِّفِ النهايةِ ابتداءْ
سبحانَ منشئِ الجَمَالِ والجَلالْ.
وملهمِ الحناجرِ الغناءَ
ها غناؤُها وسَبْحُها.
وفي الخِتامِ مثلَ دعوةِ الكريمِ
كالصِّيامْ.
والناسُ ساهرونَغافلونَ كالنِّيَامْ،
أقولُ يا مليحتي
وكلُّ أضلعي تُردِّدُ النَّشيدْ،
ليُرجعَ الصَّدى تلاوةَ القصيدْ.
مليحتي،
مليحتي،
فيغمرُ الفؤادَ والبلادَ مِلْحُها.