حبٌ وحنين
لقاسم حداد
يا قاسم
يا قاسِمْ
يا من آمنَ بالحبّ
وعلّمنا الحبَّ
ووزعَهُ..
أعطى للشوكةِ منديلاً
وحنى للوردةِ رأساً
لم تخّضعْه الأيامُ
وأهداها خاتَمْ.
واحتضن الفاتحةَ الأولى للدّربِ
وما كانَ الخاتِمْ.
يا قاسِمْ
يا صوتَ الشعرِ
وصوتَ الحقّ
وصوتَ الخيرِ
وصورةَ ربّانٍ حالِمْ.
يا نهرَ جمالٍ يشربُ منهُ المظلومُ
ويعبرهُ الظالِمْ.
نحتاجُك نحنُ اليومَ فقدْنا
أنقذْنا من هذا اللجّيّ المتلاطِمْ.
نيرانُ الفتنةِ تحرقنا
والفتنةُ..
هذي الملعونةُ ما نامتْ يا قاسِمْ.
يا قاسِمْ
يا قاسِمْ
يا قاسِمْ
يا أعدلَ ما في القولِ الماثلِ
أنتَ الناسُ
فكنْ أنتَ الحاكِمْ.
لا تشيروا إليَّ
لا تشيروا إليَّ
أشيروا عليّ.
اتركوا للفتى فرصةً أن يحبّ
وإنْ كان غّيّاً
فحبّ المليحات غّيّ.
واتركوه قليلاً لكي يتملّى
تمرّ التواريخُ:
جاءتْ سعادُ
ومنْ أولِ النهرِ قامت إلى البالِ ميّ.
وليلى هنا قربَ ينبوعِها
موطنُ القلبِ عزةُ
أما بثينُ فتُطوى لها البيدُ طيّ.
هو الشعرُ، هذا الخيالُ الجميلُ
وإلا فقلبي سليمٌ
وصاحبتي كلّ شيّ.
الشكلُ والمعنى
الشكلُ يبهجُ
إنّما المعنى حزينْ.
مذْ أزهرتْ في الروحِ:
رائحةُ الزمانِ قصيدةٌ
وعلى جدارِ القلبِ عرّشَ ياسمينْ.
قدْ كادَ يهلكُ..
حين غرّد صوتُها
أنثى، وضحكتُها الطفولةُ
والمراجيحُ الحنينْ.
ما عادَ يعبأُ بالسنينْ
فالشكلُ أبهَجَ
أشرقَ المعنى
وردّدَ منشدونَ لمنشدينْ.
الطائف
بعيدٌ هو الطائفُ اليوم
ما ظلّ قربٌ سوى للعيون النجيبَةْ.
بعيدٌ هو الطائف اليوم للشاعر العذب
يا بنت هاتي دواوينهُ والحقيبَةْ.
ستكتبُني وردةُ الغيمِ
يأتي صداها
أنا الصوتُ لا بدّ لي أنْ أجيبَهْ.
وها غمَرَ اللطفُ أطرافَ روحي
حبيبٌ قريبٌ
أيبقى على البعدِ؟
لا تتركوهُ وحيداً
وهاتوا حبيبَهْ.
التفاتةٌ وجناح
ما كنتُ أدري
أنّ منْ رفّت ببابِ القلبِ
ساعتَها حمَامَةْ
لكنّني أدركتُ..
فانحدرتْ على خدّي غمَامةْ.