يَا سَارَةَ الخَيْر*
سَــحَـابٌ عَــلَـى مَـغْـرِبِ الْـمَـقْـبَرَةْ أَيَا سَـارَةَ الْـخَـيْـرِ يَـا طَــــــاهِـــرَةْ
سَـحَــابٌ ثِــقـالٌ نَــأَى بَــرْقُــــــهَـا وَغَيْــمٌ بِـعَـيْـنٍ عَـلَـى الـسَّـــاهِــرَةْ
تَـمُـوتُ الْــقُــلُــوبُ وَأَشْـــجَــارُهَـا وَتَـحْــيَــا وَتُـثْــمِـرُ فِـي الـذَّاكِــــرَةْ
كَــتَــطْــوَافِ طَــيْــرٍ بِــلَا مَــوْطِـنٍ تَـحِـنُّ لِأَيَّـــــــامِــهَــا الْــغَـــــابِــرَةْ
وَتَــبْـغِـيْ شَــمَــالاً وَلَا حِـيــــــلَــةٌ وَقَــدْ بَاتَــتِ الْـقِـبْـلَـةُ الْــحَـــافِــرَةْ
أَنَـسْـعَـى حَــثِـيــثَـاً نَـمُـدُّ الْخُــطَــى وَفِي الْـمَـوْتِ خَطْـوَتُـنَا الْعَـــاثِرَةْ..؟
فَيَـــــــا قَابِلَ الـتَّـوْبِ يَـا مُـرْتَـجَـى وَيَـا غَـافـِرَ الذَّنْـبِ يَـا غَـافِـــــــــرَهْ
سـَـأَلْــنَــاكَ سُــكْـــنَــى لَــهَــا قُــرَّةً وَمِنْ فوْقِهَـا.. الـرَّحْـمَـة الْـغَـامِـرَةْ
أَيَـا حُــلْــوَةَ الــرُّوحِ يَـــا حُـلْــــوَةً وَيَـا سَــلْـوةَ الْـبَـوْحِ يَــا سَـاحِــــرَةْ
وَيَـــا قَــهْـــوَةً مُـــرَّةَ الْـــمُــبْــتَــدَاْ وَيَــا سُــكَّــرَاً أَبْــيَــــضَ الْبَــــادِرَةْ
أَطَــلْــتَ الْــمُــقَــــــامَ أَيَـــا سُـكَّــرَاً قـَتَـلْـتَ أَمِـيــــــــرَتَــكَ الْآسِــــــــرَةْ
أَيَـا شَــمْـسُ عَـــبَّــــادُهَا خَــاضِــعٌ وَيَـا فِــتْــنَـةَ الــلـيْـــــــلَــكِ الْآمِــرَةْ
وَيَا مَنْهَلَ الْأَنْــهُــرِ الْــمَــانِــحَــاتِ وَيَـا مُــزْنَــةَ الْأَدْمُــعِ الْـــمـَــاطِــرَةْ
بِكَفٍّ بَــدَتْ أَصْـغَــرَ الْــكَـــائِــنَــاتِ وَأَنْـدَى الْـبُـطُــونِ بِــهَـا حَـاضِـــرَةْ
وَوَجْــــهٍ كَـــنُـــوَّارةِ الْــبَــارِقَـــاتِ وَفَــأْلِ الْــمُــقِـيـمَـاتِ وَالْــعَـابِــــرَةْ
بِغَــمَّـازَتَــيْــنِ عَــلَــى كَــرْمَـتَــيْــنِ فَقُلْ لِـلْـكُـرُومِ: هُــنَــــــا الْـفَـاخِـرَةْ
وَعَـيْـنَــيْنِ.. بَـاسِـــمِــتَـيْنِ بِـــكُحْلٍ كَــأَنَّ الــنُّــجُــــــومَ بِـــهِ دَائِــــــرَةْ
وَكَـمْ تَـكْــتُــمَــانِ وَكَـــمْ تَـعْــتُـبَـانِ وَفِي الصَّـمْـتِ تَـكْـتَـمِـلُ الْـخَـاطـِرَةْ
- أَطَلْتَ الْغِيَابَ أَيَا "مــيـمَـتِــيْ"** - لَـكِ الْـحُـبُّ، وَالْعَـفْـوُ يَـا سَـاتِـــرَةْ
- تَـعَــالَ هُــنَـا يَــا حَـلِـيفَ الْجِرَاحِ وَأَجِّــــلْ مَـواعِيـــــدَكَ الْــعَـــابِـــرَةْ
وَخُــذْ تَــمْـرَةً، جَـــرِّبِ الـسُّــكَّــرِيْ وَتِـلْـكَ.. أَتَـتْــنَــا مِــنَ الــزَّائِــــــرَةْ
فَـقَــبَّــلْـتُ رَأْسَـــــاً لَــهُ أَنْــحَـــــنِيْ وَلَا تَسْـحَـبِـي كَــفَّـــكِ الْــخَـــــادِرَةْ
- وَكَيْـفَ هُـوَ الْـقَلْـبُ مِـنْ بَعْـدِنَا؟! - مُـصَــابٌ.. وَلَـكِــنَّــنِـي صَــــابِـرَةْ
كَمَا الْغَيـــــمُ فَـاطِـمُ مَــرَّتْ بِــنَـــــا وَيُسْـــــرَى أَتَــتْــنَـا مَـعَ الْعَـاشِـــرَةْ
وَعَـائِــشَـةُ الــرُّوحُ كَـمْ أَجْـهَـشَـتْ وَكَـمْ أَتْـعَــبَـــتْ عَيْـنَــهَـا الْـفَـائِــرَةْ
وَهَـذِي مُـنَــى أَمْــسِ حَـنَّـتْ يَــدِيْ وَيَـغْـلِبُـهَـا الـدَّمْـــعُ فِـي الْــــقَـاهِـرَةْ
وَخَـوْلَـةُ.. كَـانَــتْ عَـلَـى عَـهْـدِهَـا فَــبَـخَّــرَتِ الْـــغُــرْفَــةَ السَّــــاهِــرَة
وَفَــــوَّازُ.. أَوْقَـــــاتُــــهُ حُـــرْقَـــةً فَـهَـذِي الْـكُـلَـى لَــمْ تَــعُــــدْ قَـــادِرَةْ
وَمَـرْيـَـمُ.. مَــالَــتْ وَذَا عـِطْــرُهَــا وَإِنْ كَـانَــتِ الآنَ فِــي الـــطَّــائِــرَةْ
وَكَـيْـفَ هُـوَ الْمَـكْـتَـبُ الْمُدَّعَــى..؟ كَـأَنِّــي بِــهِ صَــفْــقَـــــةٌ خَاسِــرَةْ..!
خَـدِيـجَـتُـكَ الْــوَرْدُ مَــا حَــالُــهَا..؟ تَـنَـامُ عَــلَـى هَـــمِّـــهَـــا ظَــاهِــرَةْ
عُرُوبِــيَّــةٌ صِــنْــوَ إِيـمَــــانِــــــهَـا وَحَرْبٌ عَـلَـى الْـفِـتْـنَةِ الْبَــائِــــــرَةْ
تَــحَــلَّــقَ أَكْــبَــرُهُــمْ وَالــصِّـغَــارُ وَكُــلُّ اْلــبُـغَـــاثِ عَــلَـى شَـــــاعِـرَةْ
فَــكَــانُـــوا رِجَــــالَاً بِــــلَا عِـــــزَّةٍ وَكُــنَّ نِــصَــالَ الْأَذَى الْـــغَـــــادِرَةْ
وَكَانُـوا عَـلَـى طَــوْلِــهِــمْ دُونَــهَــا وَسَــادَتْ بِــعِــزَّتِـــهَــا الْبَــــاهِــرَةْ
شَــآمِــيَّــةٌ لَا تَــهَــابُ الــلـئَـــــــامَ يَمَـانِـيَّـــــــةُ الــنَّــظْــرَةِ الْبَــاتِـــــرَة
وَلَمَّا تَـبَـخَّـرَ طَـيْـــــــفُ الْـعِــــرَاقِ أَعَادَتْـهُ بِـالـسُّـــحُــبِ الثَّـــــــائِـــرَةْ
فَـلَا تَــقْــلَـقِـي، لَا تَـخَـافِـي عَــلَــى سُــلَالَــتِـــكِ الْـــحُـــرَّةِ الــنَّــــادِرَةْ
أَيَــا سَـارَةَ الْــحُـزْنِ ذِي أَضْـلُــعِـي وَذِي أَحْــرُفِـــي سُـجَّــدَاً شَـــاكِــرَةْ
لَــــكِ اللهُ غَــــــرَّدَ قُـــمْـــرِيُّــــهَـــا وَكَـانَــتْ قِــفَــارَاً غَــدَتْ عَــامِــرَةْ
وَقَدْ كَـانَ حُــزْنُــكِ أَنَّ الْـبِـــــــــلَادَ عَلَـى غَيْـرِ عَادَاتِـــــــهَـا قَــاصِـرَةْ
فَنَامِي لَنَـا الْمـشْـرِقُ الْـمُـصْـطَـفَـى وِإِنْ غَيَّـبَتْهُ الـدُّمَــى الْفَــــــاجِــــرَةْ
وَلَـوْ ضَـاقَـتِ الْأَرْضُ مِـنْ حَـوْلِـنَـا سَتَــأْتِي مِنَ الْـكَرْخ لِلنَّــــاصِرَةْ***
فـإنْ مَـرَّ حُـسْـنٌ بِـبَــــــابِ الْـفُـؤَادِ رَأَيْنَاكِ فِي حُـسْــنِـهِ الـنَّــــــاضِــرَةْ
وَسَــادَ الْــجَـــمَـــالُ وَفِـــي فَـــوْرةٍ تَهَـاوَتْ بِهَا الطُّـغْـمَـةُ الْـخَــاسِـرَةْ
سَــنَقْـتَــصُّ أَنَّـــــا عَــلَــى أُمَّــــــةٍ كُتِـــبْنَـا لَهَـا الْـمِـلَّـةُ الـظَّـــــــــافِـرةْ
______________________________________________
*في ذكرى سيدة الخير والحب سارة أسكنها الله رحمتَه، والدة الشاعرة خديجة يوسف العَمْري.
** "ميمتي": كانت تنادينا بها.
*** الكرخ للناصرة: من العراق إلى فلسطين.