فنجانُ القهوةِ والأضواءْ.
والساعةُ نصف الوقتِ، وأنتِ
النصفُ الآخر أحرقه المعنى.
والتعبُ الشاحبُ والمينا
متحف أصدافٍ للغرباءْ.
يا قطرة وهمٍ للعطشى
يا دربي
يا وجدي الأعشى
يا بنت الضوءِ
وبنت الماءِ
تعالى النوءُ
فأين الماءْ؟!
الجوّ جميلٌ جداً
والجسم ضئيلٌ جداً
لا يلمحه أحدٌ إلاك.
لولا أشرعتِ النورَ على الشباكْ
أجلستِ الصبح إلى مائدة الليل هناكْ
أرسلتِ نوارسَ وشباكْ
أيقظتِ الرملَ على الأسماكْ؟!
اخترتكِ
فاحترتُ معي
يا قلبي
يا طفلة قلبي ما جئتِ..
يا حبّي
يا من أطبقُ ماءَ العينِ عليك
أفتح أحداقي ومسامع روحي
إن أودعتِ القلب لديك.
هذا البلبلُ ناحْ.
ذاك الأزرقُ
هزّ الفجرَ بخفق جناحْ..
مثل الفلاح يرجّ التربة كي تمطرَ
ما عرف الفلاح المضنى
أنك ممطرةٌ مثل بلادي
يا موالي العالي
يا قفز خيالٍ لخيالي
يا دهشة عمري
يا عمري
من يخبز هذا القلبَ على نارٍ هادئةٍ
من شوقٍ وحنين وغناءْ؟!
من لي؟
في الدورة يا تلك الأفلاكْ.
في النافذة الأولى يا صمتي
جاء الخطّارُ على الأبوابِ وما جئتِ
من ذا يُفتي؟
اللؤلؤ أم ضوء العين
اشتقت إليكْ..
واشتقتُ إليّ
يا من تسرقني من عينيّ
البحرُ قريبٌ
أسمعُ إيقاع الشعراءْ
رقصَ البحارةِ
صوت الطّار ينادي
كم يشتاق القلبُ لوقع خطاكْ
كم كنتِ أمامي بسناكْ
أقربَ من زوربا
أقربَ من شيخ البحرِ
وموج البحرِ
وغدر البحرْ.
الجوّ جميلٌ جداً
والجسمُ ضئيلٌ جداً
أهمس في وجه الريح تقاذفُني الأمواجْ
لا البيد حنَتْ
لا البحر أضاءْ
مجنون الرملِ
الرملُ انزاحَ وما جئتِ
كان الإبحارُ مجردَ ماءْ.