هِيَ والبلاد!
1.
سأكتبُ شيئاً
وأغفِل شيَّا..
وذا الموتُ حقٌّ..
ولكنْ أراني بها اليومَ حيَّا
بلادي وما يتبقّى بحبٍّ لديها
سيبقى من الحبِّ منها لديَّا!
2.
كمْ نحبُّ البلادْ
أهلُها
نخلُها
ظلُّها
خطوُها باتئادْ.
مثلُ مشيِ المليحةِ بينَ الحنايا
منها الجمالُ..
ومنّي الفؤادْ!
3.
تمشي كما أمشي
لكنها كالعينْ..
ورهافة الرمشِ!
4.
يا مزنةً تمشي
دوما تداويني
ما سر تدويني؟
هل أنتِ من تمْرٍ
أم أنت من تينِ؟
أم أنتِ من قلبي
أمْ أنتِ من عيني؟
لا بأس.. لا منفى
هذي عناويني!
5.
كانَ قلبُ الفَتى مُولَعاً بالغِناءْ
مُولَعاً بِالشَجَرْ.
لمْ يَجِدْ في قُلوبِ البَشَرْ
غيرَ قلبِ الصَّغيرةِ
أبْلَغَها كلَّ ما كانَ في غيِّهِ
ثمَّ أسْلمَ في قلبِها
قَانِعاً بالمكانْ
قَانِعاً بِالمطَرْ..
حينَ يأتِيْ
وَلا يَعْرِفُ الطِّفلُ كيفَ كَبرْ.
6.
أنيسةٌ
هي الملاكُ
كيفَ يُذبَحُ الملاكُ عندكمْ
يا ويلكمْ
وكيفَ تمَّ ذبحُها؟
خُذوا دَمِي
وناعمَ القصيدِ من فمي
آليتُ أنْ أحبَّها
وأنْ يُعادَ للعيونِ قدْحُها.
لعينِها اليمنى مزاجُ قبلةٍ
وفسحةُ المدى.
للقرطِ قبلةُ الخدودِ والنَّدى
فيسقطُ الوشاحْ.
وعينُها اليسرى إذا ما أغمضَتْ
فقصةٌ يطولُ شرحُها.
7.
الدورةُ يا تلكَ الأفلاكْ
النَّافذةُ الأولى يا صمتي
جاءَ الخُطَّارُ على الأبوابِ وما جئتِ
مَنْ ذا يُفتي؟
اشتقتُ إليك
البحرُ قريبٌ
أسمعُ إيقاعَ الشعراءِ
ورقصَ البحارةِ
والطَّارُ ينادي:
اشتاقَ القلبُ لوقعِ خطاكِ بلا صوتِ.