1-


النسوةُ في وطني أجمل ما في هذا الكونْ.

يحضِرْنَ الشاي كشلّالِ الصبحِ مع النعناعِ يدورْ.

ما أجمل بسمتهنّ وقد قدمْنَ القهوةَ بأيادٍ مانحةٍ من نورْ.

النسوةُ يومَ خميسٍ أشجارٌ عليا وطيورْ.

ها هنّ يعطّرنَ البيتَ..

وبيتَ الشعرِ

ويمنحْنَ العينَ اللونْ.



2-

ما عادتْ ترقبني العتَبَةْ.

الدّرجُ يطول.

وما عادتْ تُجلسني مثلَ الأمّ العتبةْ.

هذا حال الشاعرِ

هذا ما كتبَ

وهذا إنْ أمعنّا بعد حروبِ الدنيا

ما اكتسبتهُ الأم

وما تسكبُهُ المرأة إذْ تجلِسُ من عطرٍ

كشقيقةِ عمرٍ

هذا ما كانَ من الرجلِ المجهولِ

وما اكتسبَهْ.



3-

هلّا  أشرقتِ؟

الشمسُ هناك

وكانتْ بالأمسِ كما كنتِ هنا

وأنا..

أبحثُ عنك أيا مَنْ كانتْ

إمّا قلتُ أيا أنتِ تقولُ أنا

يا غربةَ أوطانٍ كُفّي

يكفيك من الموردِ نزفي:

من هدمَ البيتَ

ومَنْ مِنْ بيتِ الشعرِ الكونَ بنى؟!



4-

تجلسُ قبْلي.

تشبهني إذْ تتحدثُ مثْلي.

أعرفُ أجمل مني لكني أحتار فأسألُ كالطفلِ:

هل هذي الجالسةُ الوطنُ

أم الجالسة خيالي

يرسمُ صورتها قلبي

ويثيرُ حروفاً من شعرٍ عربيِّ يشبهها عقلي؟

لا ضير

لا مسألةَ هنا تدعو للشكّ

الجالسةُ أمامي حتى لو ما كانت جالسةً

منْ أجمل خلقِ اللهْ

هذي الجالسةُ أمامي منْ أهلي.



5-

جاء الشجر إليَّ

كأنّ الريح وأجنحة الريح تطير بهِ

والجود على غير المعهود

كأنّ القادم حاتم طيّ.

ما ينقصُ هذي الصورة؟!

خفقُ جناحٍ وفؤادٍ

مهلاً..

من أرعب طيري

ما للوحةِ لا تكتملُ

ومن أتعبَ قبل وصولِ اللوحةِ ذروتها عينيّ؟!