1-
آخرُ الطيرِ يمامةْ.
لمْ تكنْ زرقاء
ألوانُ الحياة على جناحيها
وسحرٌ في العيونِ
وصوتُها شنّ الغمامةْ.
أما إذا مادتْ فتسبقهنّ
يا الله
هذي البنتُ كمْ تسمو كما شجرٍ
وعلوّها في الناسِ قامةْ.
2-
تمشي كما تمشي النساءْ.
لكنّها عطرٌ وماءْ.
الياسمينُ بياضُها وحضورُها
والشمسُ مجلسُها
والعزةُ الأولى لها والكبرياءْ.
تمشي كما يمشي السحابْ.
نمشي على أرضٍ يبابْ.
والروح منزلُها فمنزلُها السماءْ.
3-
يمشي كما تمشي الجبالْ.
أشجارهُ تمشي كما يمشي
فيطعمُ روحها الماء الزلالْ.
من فوقه غيمٌ
وفوق الغيمِ غيمٌ خيرُ سادتهِ الثقالْ.
حتى العصافير الصغيرةُ..
كم تشاركه الغناء..
ذاك اليشاعُ ولا يقالْ.
والبوحُ بين حضارتينِ
لبوحها غنى ومالْ.
4-
ليلٌ على تعبٍ فنامْ.
أوصى:
حبيبي هل تقومُ بما يقومُ بهِ الكرامْ؟
لبّيت
كنتُ كما البساطة مثل عطرٍ أولٍ فأجبتهُ: ما شئت
كان كنسمةٍ
إذْ قال يتعبني النهار فهل تقوم بحملهِ
قلتُ القصيدةُ
أشرقتْ
قام النخيلُ لأعينٍ
ولعينها غنى الحمامْ.
طبنا كما طيبٍ
والناسُ طابتْ
طاب النهارُ وليلنا في الطّيبِ شامْ.
5-
سبحانهُ منْ أنشأكْ
تدري فمنْ ذا أنبأكْ
أني أنا البحرُ العميقُ
وأنَ عمقي لؤلؤكْ.
6-
جاءتْ فأسعدت الفؤادْ.
ما كان من جرحٍ له يبدو سوى جرح البلادْ.
ذاك الذي قد صامَ
والدنيا تقيمُ ولائمَ الموتى
وتوزّع الحلوى
على من يحتاج من صبرِ السنابلِ للصّمودِ وللعنادْ.
واليوم عادْ
كم تعرف الصحراءُ بسمتَهُ
وتنشدهُ الأعالي والوهادْ.
الله كم يمشي ويمضي خلفَ خطوتِهِ العبادْ.
كمْ كان مختلفاً كهودْ.
كالشمسِ تغربُ كي تعودْ.
مستنفراً صلباً..
ولو حكم اليهودُ
ومَنْ مضى مِن قومِ عادْ.