نحت*

 



للجوعِ

للجوعى

وللمدنِ الأنيقةْ.

نحتَ الفتى تمثالهُ

من فضّةِ الماضي

ومن جسدِ الحقيقةْ.

لم يأتهِ الأبنوس مشتعل البياض

وإنما جاءته أقنعةُ الخليقةْ.

جاءتهُ أمريكا

وكلّ وكالةٍ جاءت

علبٌ من الورقِ الأنيقِ

قطعٌ من الحلوى

على أكتاف متخومين جاءتْ

وجميلة لوكالة الأنباء في باريس جاءتْ

إنما..

لم يأته الماء المظلل بالسوادْ

ولم يجئ قمح البلاد

جاؤوا من المدن البعيدةْ.

سرقوا من المثَّال

         تربتَه

                    وصخرته

                                  وقريته الطليقةْ.

سرقوه . .

أدخله المصوِّر

كل بيتٍ عامرٍ

وعلى الموائد كان يجلس طابَعا ً

وعلى الضفاف تساءلوا:

من " بلَّ ريقهْ " ؟!


* ضحية من ضحايا المجاعة في أفريقيا.