الشَّاعِر
نِصْفُ قَرْنٍ وَالشِّعْرُ مُكْتَمِل
إهداء إلى بدر بن عبدالمحسن بمناسبة تكريمه..
مَنْ أَطْلَقَ سِرْبَ الْأَحْرُفِ
مِنْ قَفَصِ الصَّدْرِ
حَمَامَاً نَحْوَ سَمَاءِ اللهِ الْعُلْيَا
أَجْنِحَةً تَخْفُقُ بِالْحُبِّ سَلَامَاً لِلدُّنْيَا..
لِلْبَشَرِ عَلَى أَعْتَابِ الْفِتْنَةِ والْحَرْبِ ورُودَاً،
وَدُعَاءً مِنْ نُورٍ..
مْزْدَانَاً بالْحِكْمَةِ وَالصَّبْرِ
اللؤْلُؤَ مَنْثُورَاً مِنْ عِقْدِ الْمَعْنَى
تَفْنَى أَصْوَاتُ الْمَوْتِ
وَلَا يَفْنَى صَوْتُ الشِّعْرِ الْخَالِدِ
لَا ينْضُبُ مَعْنَاهْ..
يَا لَرَفِيفٍ يَمْنَحُ لِلرُّوحِ مَدَاهْ..!
مَنْ أَطْلَقَ رُوحَ الشِّعْرِ
جِيَادَاً تَصْهَلُ رَاسِمَةً فَوْقَ الرَّمْلِ
التَّارِيخَ فُتُوحَاً
وَحَضَارَةَ أَجْدَادٍ
وَرَبِيعَ صَبَايَا
وَشَبَابَاً
وَمِيَاهْ..؟!
مَنْ دَوَّنَ رُوحَ الشِّعْرِ بِلَا حِبْرٍ
دَوّنَ رُوحَ الشَّاعِرِ وَالْأَوْقَاتِ
ونَسَّقَ أَلْوَانَ الْعَالَمِ فِي الْأبْيَاتِ
وَأَهْدَى الْبَاقَةَ،
عِطْرَ الْعِشْقِ..
إلَى شُرُفَاتِ الْعُشَّاقِ..
ومَنْ أَشْعَلَهُ في الْقَلْبِ وَفِي الْعَيْنَيْنِ
وَمَنْ أَلْقَاهُ عَلَى مَعْشَرِ طَيْرٍ فِي الْفَجْرِ
ومَنْ وَزَّعَ أَوْزَانَ الشِّعْرِ عَلى الْنَّاجِينَ غِنَاءً
مَنْ أدَّاهُ بِصَوْتِ الرُّوحِ
وَمَنْ غَنَّاهْ..؟
هَلْ كَانَتْ أَصْدَاءُ جِرَاحِ النَّاسِ
تُرَاوِدُهُ والْأَحْلَامُ
وَيَتْبَعُ خُطْوَتَهَ الْمَوْتُ كَظِلٍّ
وَالشَّاعِرُ يَأْتِيْ..
يُشْرِقُ،
لَا يَأْبَهُ،
يَرْسُمُ بِالْأَسْوَدِ فَوْقَ الْأَبْيَضِ
مَا بَيْنَ الحُزْنِ، وَبَيْنَ الْبَهْجَةِ،
مَا تَسْعَى أَنْ تَحْبِسَهُ الْدَّمْعَة
عَنْ أَنَّاتِ الآهَاتِ
فَتُؤْنِسُ جَمْرَتَهَا آهٌ
تُسْنِدُهَا آهْ.
والنَّاسُ حَيَارَى تَسْأَلُ:
مَنْ أَرْسَلَ نَهْرَ الْإيقَاعِ
هلِ الْجَزْرُ يَرُدُّ عَلَى الْمّدِّ
أَمِ الْمَدُّ يَرُدُّ عَلَى الْجَزْرِ
أَمِ الرَّمْلُ عَلَى الْكْثْبَانِ وَحِيدَاً
يَزْحَفُ فِي تِيهٍ فَوْقَ الرَّمْلِ
الْخَيْلُ عَلَى إِيقَاعِ الرَّمْلِ
الْخَبَبُ عَلَى إِيقَاعِ الْخَيْلِ
أمِ الطَّيْرُ
النَّشْوَةُ
والنَّوْحُ
قَرَارٌ يُفْضِيْ لِجَوَابٍ
في الصُّبْحِ
وفِي الرِّحْلَةِ
بَينَ الأشْجَارِ..
وَبَيْنَ الْأَمْوَاهْ..؟!
مَنْ يُخْرِجُ هَذَا مِنْ ذَاكَ
وَيُرْجِعُ ذَاكَ إِلَى هَذَا..؟!
مَنْ يَسْأَلُ مَنْ
مِنْ أَيْنَ وَمَاذَا..؟!
مَنْ يُتْعِبُهُ الليْلُ
وَمَنْ يُغْرِيهِ وَيُغْوِيهِ السَّيْلُ الجَارِفُ
مِنْ أَفْكَارٍ
وَإِنَاثِ حُرُوفٍ
مَنْ بِالْفِطْنَةِ وَالْأسْئِلَةِ
يُجِيبُ عَلَى الْكَوْنِ نِدَاهُ
ويُرْجِعُ بِالْحُبِّ إِلَى الْحُبِّ نَدَاهُ..؟!
مَنْ آلَفَ بَيْنَ الْأَضْدَادِ
وَمَنْ أَظْهَرَ لِلْعَيْنِ الْمُخْتَلِفَ مِنَ الْمُؤْتَلِفِ
ادَّارَكَ وَهْمَ الْمَعْرِفَةِ الْكُلِّيَّ بِنَبْضٍ
أَرْسَى الْوِحْدَةَ بَيْنَ النَّاسِ
تَجَلَّى بَيْنَهُمُو
مِنْ قُرْبِ ثَرَاهُ..
وَمِنْ بُرْجِ سَمَاهْ..؟!
مَنْ غَنَّى النّاسَ،
ولِلنَّاسِ،
وَزَاوَجَ بَيْنَ الْأَلْوَانِ
وَغَنَّى..
غَنَّى..
حَتَّى صَاحَ النَّاسُ
اللهَ، اللهْ..!