سِتُّ البَناَت
جُنَّتْ بِغَفْلَتِها الرِّيَاحُ
فلا جِهَاتٌ.. لا أَدِلّةْ.
وَجُنِنْتُ مُنْتَصَفَ الصَّبَاحِ
فلَيْتَ بَاقِي العُمْرِ غَفْلَهْ.
العُمْرُ جُمْلَةُ ما يَمُرُّ..
وأنتِ مُخْتَصَرٌ وجُمْلَةْ.
سَافَرْتُ.. غَرَّبَنِي الزَّمَانُ
وضِعْتُ.. ضّيَّعَنِي المَكَانُ
فكنتِ قبْلَ القلبِ.. قِبْلَةْ.
هَلْ قَبَّلَتْ عينايَ عينَكِ
أمْ عُيُونُكِ قبَّلَتْ
لا فَرْقَ.. مَأْسُورٌ وَدَوْلَةْ.
هِيَ دَوْلَةُ الحُسْنِ البَدِيعِ
فلا تَرَى في المُزْنِ خِلَّةْ.
لكِ أنتِ يا سِتَّ البناتِ
ونشوة الأرضِ النَّبَاتِ
قصيدةُ الشِّعْر المُعَتَّقِ
في الدِّنَانِ،
وبَهْجَةُ الدُّنْيَا، وقُبْلَةْ.
لكِ أنتِ يا أختَ الرِّجَالِ تَرَفُّقَاً
أوْ مَا أردتِ تَرَقُّقَاً
أهْديْتُ زَنْبَقَةً وَفُلَّةْ.
ما غادرتْ عينايَ دِجْلَةَ
يا جنانَ الرُّوحِ،
كَمْ أَحْبَبْتُ دِجْلَةْ.
مَطَرٌ..
وإيوان الأحِبَّة والأخِلَّةْ.
لكِ أنتِ يا كُلَّ السِّنينِ
ودَوْرَةَ الزَّمَنِ.. الأهِلْةْ.
وقَصِيدَةُ المَاضِي العَظِيمِ
ولانْحِنَاءِ الجُوعِ.. نَخْلَةْ.
ما لي أَخُضُّ الوَقْتَ
في كَفَّيَّ تنمُو..
ثُمَّ تُورِقُ ألفُ ليلَةْ.
وتَرِفُّ في الشرقِ العجيبِ
إذا يَدُقُّ القلبُ مُقلَةْ.
يا نايَ بغدادَ الحزينَ،
وعودَها،
يا عِليَةَ الشُّرَفِ المُطِلَّةْ.
يَا وَرْدُ.. يا نَعْنَاعُ
أيْقَظْتِ المَدِينَةَ
فاسْتَعَادَ الهَيْلُ دَلَّةْ.
وتَرَاقَصَتْ..
عَبْرَ الأغَانِي المُصْبِحَاتِ
تِلَالُ زَحْلَةْ.
صنعاءُ أنتِ
وأنتِ بلقيسُ
النقوشُ
الحِكْمَةُ الأولى..
وروحُ الطِّفْلِ
مَجْنُونَاً بِطِفْلَةْ.
هلْ أنتِ..
سَرَّبْتِ الزَّمَانَ،
وسِرَّهُ،
أمْ أنتِ قدْ أحْكَمْتِ قُفْلَهْ..؟!
يَا أنتِ يا سِتَّ البَنَاتِ
جُنِنْتُ لَيْتَ العُمْرَ غَفْلَةْ.