1.

أنتَ يا جنة شعرٍ وخُزامَى

مِنْ صهيلٍ..

وحروفٍ تتنامَى

ما الذي أرَّقَ نهرَ النومِ، شدّكْ..؟!

فتنةُ العصرِ، وتجريبُ الحديثِ

أمْ أناشيدُ القُدامَى..؟!

أنتَ يا نورَ المدينةْ،

وتراجيعَ الندامى

ما الذي آخاكَ فينا

ثمَّ جزْرُ البينِ مدَّكْ..؟!

أنتَ منْ قادَ السفينَةْ.

حاملاً فيها المعاني، والمثاني..

والسؤالَ الجمرَ شكَّاً ويقينَاْ

عهدَنا كانَ.. وعهدَكْ.

2.

وفي آخرِ القولِ

يا رجلاً وطناً

حولكَ العمرُ طافْ.

على كلِّ حالٍ

أنا في ارتفاعٍ

وإني سعيدٌ على كلِّ حالْ.

فيا ابن الحروبِ العظامِ سلامٌ

سلامٌ على طَيْبَةِ الاعتدالْ.

ونمْ واثقاً يا ابنَ حَرْبٍ فإني

امتصَصْتُ النِّصَالَ

وحادِتْ نِصَالْ.

تَفرَّقَ مِنْ حولِنا الناسُ حتى

ظننَّا الفِراقَ رفيقَ الوِصالْ.

وضاعَ العراقُ

وضاعَ البهاءْ.

ودارتْ بنا الأرضُ نحوَ الزوالْ.

وعاثَ بنا الفرسُ، والرُّومُ حتى

رأينا اليمينَ حليفَ الشِّمالْ.

ومهما تكنْ مِنْ صروفٍ

سنمضي على العهدِ

في الفِطرةِ البدءُ والانتهاءْ.

كما عهدتْنا المدينةُ

نبقى

نحبُّ النخيلَ

ونُرسِي الجَمَال.

أناديك يا جَبْرُ

يا أيها الحُرُّ

يا صالحاً في البلادِ

ويا صالحاً في الرجالْ.

ستفنَى ثمودُ اليهودُ الجديدةُ حتماً

وينجو الثِّقاتُ

وتنجو البلادْ..

ويشدو ربيعٌ

بسحرِ البيانِ

وسِرِّ الخِصَالْ.

3.

فلسطينُ كيفَ تغيبينَ عنِّي

يغيبُ عنِ القلبِ والعينِ

نبعٌ وكَرْمٌ وتينْ..؟!

فلسطينُ هلْ غيّبوكِ لأنِّي

على العهدِ لمْ أتْبعِ البائعينْ..؟!

وهلْ غيَّبوا بوحَ ضوءِ العيونِ

وسرَّ اليقينْ..؟!

لكيْ لا يكونَ لزيتونِها والجليلِ، كجهْرِ الحقيقةِ، أهلٌ

وتنزحُ مِنْ بينِ أنحائِها والتخومْ

جنانٌ بأضلاعِ أهلِيْ

وجمرٌ لدفءِ السنينْ..!

وهلْ غيَّبوا نقشَ عُرْسِ «الثيابِ»،

وعزَّ الشبابِ،

خيالَ الجميلاتِ،

في غمرةٍ من جنونٍ

وفي سكرةٍ مِن ظنونْ..؟!

أرى: يحلمونْ..!


اللوحة للفنان الجميل ضياء عزاوي