أساسُ روحي..!

لا تجرحِ الماءَ قلبُ الماءِ يُوجِعُهُ

           لا يجرحُ الماءَ إلّا مَنْ بهِ داءُ.

سبحانَ مَنْ جعَلَ الجَمالَ لعينِها

             ولنُونِها، وتجليَّاتِ الضَّادِ

سادَتْ على كلِّ اللغاتِ بحُسْنِها

          ومردُّها نورُ الهُدَى بِمَعَادِ

مرّي مع الفَجرِ يا قمريّةَ البانِ

         قدْ كنتُ مَيْتاً وربُّ البيتِ أحياني

تلكَ الديارُ وهذي الروحُ مملكةٌ

      شريانُها القلبُ ما أنقاهُ شرياني..!

سأكتُبُ عنْ فَرْعِ الجَمالِ وأصْلِهِ

       فمَا همّنِي قتْلٌ.. ولا همَّنِي قتْلِي

أُعزّي، ويشقيني اقتتالُ أحبَّتي

         ولكنَّنِي ما عِشْتُ،عشتُ بلا قَتْلِ

فيا موطنَ الثوّارِ باللهِ فاحقِنوا

         دِماكُمْ أيا أهلاً جذورُهمُو أصْلِي

لا جرحَ يبقى فجُرحي فيكَ يندمِلُ

             الرُّوحُ أنتَ، وأنتَ الأمْنُ والأمَلُ

يا بهجةً خطَّها الإيمانُ في لغتي

          ويا جبيناً.. لهُ مِنْ مهجتي القُبَلُ

وللهِ ما يقضِي.. وللهِ ما قضى

         أتيتُ إلى الدنيا فأدرَكتُ ما مضى

ولستُ وحيداً كالحياةِ وأهلِها

         وكنتُ بها كلِّي وكنتُ بها الرضى

أنا ما كنتُ مدّاحاً لقومي

         طُبعتُ بطبعهمْ.. فأتى المديحُ

وإنْ كان المديحُ ضَلالَ خلٍّ

         فقلبي في الحيادِ هوَ الصريحُ

وما كانَ السُّجودُ أساسَ عظمي

       ولكنَّ السجودَ.. أساسُ روحي!