نَافِذَتَانِ على الفكرِ والفَن
النَّوَابِت
1. الفارَابي
وحْدَهُ يَبْنِي،
ويرسُمُ في فضَاءِ الله
مشروعَ الولادَةْ.
وحْدَهُ الآتي
طُيُورٌ حِنْطَةٌ في الشَّمسِ تَتْبعُهُ
تَسَرَّبُ مِنْ يدَيْهِ،
تَعْتَلي صَمْتَ الإِرَادَةْ.
وحْدَهُ..
إلا النَّوابتُ ضِدَّهُ
في العقلِ
ناثِرةً بذورَ الجهلِ
مُحْكِمَةً سَوَادَهْ.
2. ابنُ بَاجَة
النَّوابتُ سِرُّ الفتى،
والنَّوابتُ سِرُّ المَدَى،
والنَّوابتُ سِرُّ الوِلادَةْ.
تلكَ التي كيفَما يشتهيها الغُلاةُ ستُمنَحُ.
قدْ كانَ في غفلةٍ،
هكذا قِيلَ
لكنَّهُ كانَ فيما يُخبِّئُ
منتصِراً للحياةِ.. على قهرِهِ.
للنَّوابِتِ في سِرِّهِ،
لمْ يكنْ غيرُهُ والنَّوابِتُ
لمْ يكنْ غيرُ حُلْمِ الولادَةْ..!
3. ظَهِيرَة
أصِيحُ: أبِيْ.
ثُمَّ أنْسَلُّ:
لِيْ كفَنِيْ،
ولغَيرِيْ خُطَايْ.
ولا أحَدٌ سَوفَ يَذْكرُ،
لا أحَدٌ سَوفَ يَغْفِرُ.
ـ مَنْ ذا الَّذي...
غَيْرَ غَيْمٍ بهِ كنتُ عَلَّقتُ حُلمِيْ.
ولا أحَدٌ..
ربَّما أمْطَرَ الغَيْمُ.
أوْ ربَّما أمْطَرَ الحُلْمُ.
أنْسَلُّ،
يَدخُلُ موتزارتُ يسألُ عَنْ غَيْمةٍ
ولماذا العَصافيرُ نائِمَةٌ..؟!
ثُمَّ يَنْسَلُّ،
أنْسَلُّ،
لا أحَدٌ غيرَ صوتٍ ينادي: أبِيْ يا أبِيْ.
غيرَ ريحٍ بها كنتُ علَّقْتُ هَمِّيْ..
ودَائِرةً وسِوايْ..!