1.
ما يُؤلِمُنِي
أنَّ العالمَ لا يفهمُنِي.
حتى لوْ جئتُ لهُ بالخيرِ،
وبالشِّعرِ،
وبالشَّجرِ على نهرِ خيالِي
يسكنُ تحتَ ظلالِي
ثُمَّ بلا خجلٍ..
يَمْضِي بالخبزِ مُشيعاً كعدوٍّ
كالمحتلِّ تماماً إذْ يختلُّ
فيُدلِي بالزَّيفِ التالي:
- القمحُ أنا، والأرضُ
ومنِّي الماءُ
وهذا الكائنُ عبْءٌ يُسقِمُنِي.
أضحكُ، والجوعُ محيطٌ يُبكِي،
يا للعالمِ هذا كمْ يُطعِمُني.!
2.
كلّما ردَّدَ الطيرُ لحناً على العودِ
أطرَبْنَنِي
فانتشيْتُ
وقلتُ اليمَنْ.
اجتمَعْنَ على الحُبِّ
غنَّينَ
ثمَّ افترقْنَ
وطِرْنَ
فقلتُ إلى أينَ هذا الطريقُ
فقلْنَ
عَدَنْ..!
3.
عذّبْتني يا قلبُ
كلُّ النَّاسِ قدْ نامُوا
وكلُّ النَّاسِ قدْ هامُوا
وأنتَ مُجَنّدٌ
لا تخطئُ الميدانَ
أنتَ مُجنَّدٌ
لا تخطئُ الطلقاتِ
إنْ صَوَّبتَ
أوْ صُوِّبتَ
يا مسعى الجراحِ
ومهبطَ الأحزَانْ.
4.
بي حزنٌ بدويٌّ قاتِلْ.
حزنُ قبائلَ في التِّيهِ على التِّيهِ تُقاتِلْ.
تتنَقّلُ بينَ حدودِ الموتِ،
تعودُ إلى فرَحٍ آنِيٍّ مائِلْ.
بي حزنٌ عربيٌّ يمنيٌّ
يرثي صنعاءَ وبغدادَ بدمعٍ عربيٍّ حرٍّ
كيْ يُورقَ بالحسرةِ في عدنِ السَّاحرةِ،
وفي الآثار الباليةِ على مدخلِ بابِلْ.
بي حزنٌ والكونُ لدى النَّاجينَ قبائلُ
تمحو ما عبَرَ النَّاجونَ قبائِلْ.
بي حزنٌ أنَّ الإسرائيليَّ الصهيونيَّ،
ابنَ التيهِ يُعربِدُ، يضحكُ.
والعربيَّ المسلمَ لا جبهةَ تغريهِ
ولا شيءَ يُدمَّرُ حين يثورُ سوى بنيانِ الأهلِ
ولا يَقتلُ غيرَ الأهلِ،
ولا يَحرقُ غيرَ الحقلِ،
ومَنْ أطعَمَهُ طفلاً ورواهْ.
ما ثَمَّ مياهْ.
لا معنى،
هذا الزيفُ القاتلُ لا يفنى.
لا أدري..
حقّاً لا أدري..
مَنْ صنَعَ الوهْمَ
ومَنْ ضيَّعَ وجهتَهُ الأمَّ،
ومَنْ فينا العالِمُ
مَنْ مِنَّا في حضرةِ علماءِ القتلِ الجاهِلْ..؟!