الحبُّ والسَّلامُ يا يَمَنْ..!

1.

مَنْ يسكنُ..؟
مَنْ ذا في الرُّوحِ وفي العينيْنِ سكَنْ..؟
ماذا يتبقى منها
أعني الأوطانَ
وأعني الحُرَّةَ
أعني المرأةَ تحملُها الرُّوحُ
نقولُ: النَّهرُ.
النَّهرَ تكونُ،
وصوتُ الطيرِ يؤسِّسُ قبلَ الخلقِ
إذا ما غنَّى الفَنْ.

المرأةُ كالصُّورةِ
تلكَ الموناليزا تضحكُ
تسألُ:
مَنْ يحملُ مَنْ..؟
الصُّورةُ صورتُها والماءْ
تحملُ أوزارَ النَّاسِ
كما تحملُهُ الكفُّ من الحنَّاءْ.
ماذا يتبقى من حكمةِ أهلي
ها غابتْ عن غرّةِ أوطانِ الأرضِ يَمَنْ.
لا شيءَ هنا
لا شيءَ سوى هذا الوهنِ
وكم سمَّيناهُ الوهمَ
ونحنُ الأبناءُ صغاراً كنَّا
إذْ نسعى سمَّيناهُ.
كلُّ الأرواحِ فداهُ.
الدَّربُ العمرُ ونعرفُ
أنّ السَّاكنَ فينا
والخارجَ منَّا
هذا المتحدِّثُ عنّا
حتى لو ما شئنا
- ما أجملَ لو شئنا -
كنا سمَّينا السَّاكنَ في كلِّ الأحوالِ
وفي كلِّ الأرواحِ وَطَنْ.

2014

2.

حدَّثني الهدهدُ قالَ محمّدُ ما نامتْ صنعاءْ
يا صنعاءْ:
باللهِ تعالَي
هاتي شالَكِ..
ألوانَكِ يا مهدَ الألوانْ
هاتي عصبةَ رأسكِ
هاتي ما يتعتَّقُ في كفَّيكِ من الحنَّاءْ.
عندي بيتٌ..
والبيتُ الشِّعرُ.. تعالَي
عندي عنَبٌ يكفيكِ ويكفيني
فيضيءُ الحُبْ..
ويسيلُ الماءُ كما تُمطرُ فوقَ الأرضِ المقفرةِ سماءْ.
عندي قلبٌ كلُّ الحجراتِ بهِ..
دافئةٌ
من أجلِ العينينِ الدَّافئتينِ.. تعالَي
ما زالَ هنا..
أعني في أقصى القلبِ حنينٌ لجبينكِ يُشبهُني..
ووفاءْ.

2013

3.

يَطُولُ الحَديثُ..
تَعودُ النِّساءُ لأطفَالِهنَّ
وتَلهُو الصَّبايَا على شُرَفِ الوقتِ مُزَّيِّنَاتٍ
وصَنْعاءُ في ثَوبِها تَسْتَحِمُّ
لسَجْعِ القُرى
والقُرى تَسْتَجِمُّ بِعِطْرِ المكانْ.
هوَ الوَقْتُ
نِصْفٌ عَذُولٌ
ونِصْفٌ خَليلٌ
وبَيْنَهما يلتقِي العَاشِقانْ.
تَؤوبُ العَصافيرُ للجَبَلِ المُتَطَامِنِ
يَهْبِطُ مُثَّاقِلاً نَحوهَا اللَّيلُ:
يَا أيُّهَا اللَّيلُ دَعْ عَنْكَ رِيْشَ البَلابلِ
واخْتَطفِ الصَّاجَ والصَّولَجَانْ.
على بَابِ صَنْعَاءَ،
يَزْدَحِمُ الوافدونَ بآلاتِ تَصويرِهمْ
بُرْهَةً ثمَّ يَرتَحِلونَ
تَظَلُّ المدينةُ في عَيْنِ عُشْاقِهَا جَنَّةً
وتَظلُّ لمنْ لا يَرى
بعضَ طينٍ بَكَفِّ الزَّمانْ.
بِبَابِكِ أوْقَفْتُ عَيْنَيَّ
ثمَّ ارْتَحَلْتُ
فإمَّا حَلَلْتُ
تَبَدَّى ليَ الحُسْنُ بَابَاً
تَبدَّتْ ليَ المدنُ الأُخْرَيَاتُ دُخَانْ.

1985