قلبُ الشَّاعِر! ( 2 )

1.

أُعِدُّ لكِ العمرَ

لكنَّ عمري قصيرُ

وأزرعُ فيكِ اشتهاءَ الطفولةِ

كمْ تفرحينَ

إذا قلتُ أهواكِ

أوْ قلتُ إنِّي وهبتُ جبيني لعينيكِ

أوْ قلتُ هذا صباحٌ جميلٌ

فهاتي يديكِ لنمشيَ،

نسرقَ شيئاً من الوقتِ

نعطيَ هذا الشتاءَ قليلاً من الدفءِ،

هذي الحياةَ مزيداً

من اللحظاتِ القليلةِ..

كنتُ وعدتُ بأنْ أشتهيكِ

وأنْ أرتديكِ

دعيني أغنّيكِ

يسرقُني الخوفُ عنكِ

فأسرقُهُ من حنينٍ إليكِ

دعيني أناديكِ

أهمسُ دفءَ الخزامى لعينيكِ

قدْ تسمعينَ إذا قلتُ شيئاً..

وقد تنصتينَ إذا قلتُ شيئاً جديداً!

 

2.

منْ علّمكِ القسوةَ يا بنتَ الجودْ؟

منْ أهداكِ الغربةَ يا نبتَ الصحراءِ العربيَّةِ يا حُرّةْ؟!

هلْ هذا ما يمليهِ الفضلْ

يا بيتَ الشعرِ ونخلَ الأهْلْ؟!

أمْ هذا الأصلْ؟!

أمْ هذا ما يحدثُ في الغالبِ للبحَّارِ الغائبِ يا دُرّةْ!

الله الغالبُ..

منَّا الصبْرُ

ومنَّا الحبُّ

ومنَّا التمرُ فلا نشربُ قهوتَنا إلّا مُرَّةْ!

 

3.

ما ذقتُ عَشائي..

لكنّي صليتُ عِشائي ودعوتُ اللهْ:

يا ربِّ افتحْ فالقبحُ يحاصِرُنا

والفتنةُ تقتلُنا

والكرْهُ يُدمِّرُ صرْحَاً

كنَّا بالحبِّ بنيناهْ.

واليومَ الآهْ..

نُصْدِرُها الآهَ

ولا يحتملُ القلبُ الآهْ.

 

4.

أشعلتِ صباحي..

يا خيْراً

يا تمْراً

يا تفاحاً لا يشبهُهُ التفّاحْ.

هاتي بسمتكِ الأولى يا ماءْ.

هاتي ما عندكِ منْ أسرارِ النُّونِ

ومنْ أسرارِ الهاءْ.

هاتي يا نهراً لا يختارُ سوايَ ليغرقَ

هاتي الفجرَ المشرقَ من عينيكِ القاتلتينِ لقلبِ العاشقِ دونَ سلاحْ.

هاتي الكفَّينِ من الحنَّاءْ.

أعطيكِ الشِّعرَ حقولَ غناءْ..

مفتاحَ معارفَ لا تُحصى

أسئلةَ حضاراتٍ كبرى

غرَّبتِ الناسْ..

بحثاً عنْ سحرِ المفتاحْ.