لَأَنْتِ الجَمَال

 

 

 

لَأنتِ الجَمَالُ مِنَ الفَجْرِ

حَتَّى طلوعِ النَّهارْ.

جَمَالٌ تفتَّقَ مِنْ أسْوَدِ الكُحْلِ والكُحْلُ مَالْ.

يُسائلُ أطفالَ حارتِنا كيفَ عِطرُ الصباحِ..؟!

وكيفَ الجَمَالْ..؟!

أمِنْ عسَلٍ كاشتعالِ الطفولةِ يا طفلةً مِنْ خَيَالْ..؟!

وهلْ يشبهُ الطفلُ فيكِ سوى ما تغنِّي الحقولُ..

وأنتِ الضُّحى والظِّلالْ..؟!

وأنتِ اكتمالُ الظَّهيرةِ

والعَصْرُ حتَّى الرَّحيلْ.

لكِ الصَّافناتُ يُصَلِّين لله حتَّى الزَّوالْ.

لهنَّ حَنَانُ سليمانَ يَحْمِلْنَنا للأصيلْ.

وأنتِ الجَمَالُ البدِيلُ لهذا الذُّبولْ.

وأنتِ استماعِيْ لروحِيْ

وأنتِ المَقَامْ.

وأنتِ مَعَ الفَجْرِ بَوْحُ الشُّجيراتِ عَطْفَاً على الياسمِينْ.

وأنتِ اسْتِعَادَاتُ صُبْحٍ بـأطرافِ ليْلٍ ثقيلْ.





وأنتِ الحَمَامْ,

فهذا اكتنازُ الفَضَاءِ بوجْدِ الهَدِيلْ.


حزينٌ يحاصرني القتلُ والمَوْتُ،

ما كنتُ في جبهةٍ، لا

ولا كنتُ تحتَ حِصارٍ من الجهلِ يأسرُ قلبي الجمِيلْ.

فغربانُ كلِّ عصورِ الظَّلامِ هُنَا

ومِنْ حيثُ لا نصطفِي
يتساقطُ ألفُ قتيلٍ

وتجهزُ أعراسُ ألفِ نبيلْ.

لترضى جهاتُ التَّآمرِ

والنَّاقمون على كلِّ خَيْلٍ

على كلِّ مَنْ في النِّزاعِ أصِيلْ.


ويُتعِبُني كلَّما جِئْتُ أكتُبُ عنكِ القصِيدَةَ

تختارُ أنهرَها الأرضُ مثلكِ

للقلبِ عِطرٌ،

وللضِّفَّتيْنِ النَّخيلْ.

أحارُ، أصيحُ تعالَيْ،

لنا الفجرُوالشَّجرُ المتعالِي

وعذراً،

ولكنَّكِ الأرضُ والنَّهرُ والشِّعرُ..
كلُّ البلادْ.


وأنتِ الطفولةُ والحلمُ،
يا حُلْمُ لا تخجليْ

ورُدِّي بياضَكِ إمَّا تساقطَ مِنكِ السَّوَادْ.

وأنتِ لَكَمْ يعلمُ الغَيْبُ بَالِي وحَالِيْ،

وأشْجَارُ عُمْرِي إذا آذَنُوا بالرَّحِيلْ.

وأنتِ ابتعَادِي عَنِ الأرضِ نَحْوَ سَنَاءِ الحقيقةِ،

يا زرْقةَ البَحْرِ حتَّى السَّمَاءْ.

ويا ضَوْءَ دربِي،
وأوَّلُهُ العَيْنُ،

آخِرُهُ كوْثرُ الباحثِينَ وقدْ آمَنُوا..

وأنتِ على أيْمَنِ القلبِ ما يَرْسُمُ السَّلْسَبِيلْ.

 

حزينٌ أنا فافتحي للمساءِ السَّتائرَ،

خمريَّةً  كاصطفاءِ الرماديِّ في غيمِ أحلامِنا،

ولا تغلقي البابَ، بي رغبةٌ في البكاءْ.

فيُشعلِني الضَّوءُ كالثَّابِتِينْ.


وإنْ كانَ بِيْ غصَّةٌ لا تخافي،

ولا تعجلِي لنْ أمُوتَ..
وإِنْ مِتُّ كالمؤمنينْ.






كما تعلمينَ القصائدُ مِنْ شَجَرٍ لا يمُوتْ.

فيا قلبُ هاتي قليلاً مِنَ الماء ِكيْ أُكْمِلَ البيتَ،

مِنكِ القصيدةُ والمفرَدَاتُ التي أغْرَتِ الحَاضِرينْ.

ومِنكِ سَأقبَلُ كلَّ هَدَايَا السِّنينِ

وأقبَلُ مِنكِ تَهَادِي السِّنينْ.


فهاتِي يَسَارِي لِعِطْرِ اليمِينْ.

وهاتِي مِنَ التَّمْرِ ما يُشْبِعُ الصَّابرِينْ.


حَزِينٌ كما يَحْزَنُ اليَاسَمِينْ.

أغنِّي أحُبُّكِ

يَخْضَرُّ فرْعٌ،

ويَحْمَرُّ خَدٌّ لَهُ سِحُرُ تِينْ..!