نخلٌ وزيتُون

 

كانتْ زيتونةُ أرضِ اللهِ مباركةً

قالتْ وهيَ تصلِّي

والعينُ على طيبةَ

والقِبلةُ مكةُ

يا نخلَ اللهِ سلاماً

جَفَّتْ أغصانِي.

الوحْشُ يدمّرُ بُنيَانِي.

قبل الفجر صحوت

وكنتُ أُرَتِّلُ قرْآنِي.

 

أترَقَبُ صوتَ أذانٍ..

ما أجملَ في لحظاتِ الغربةِ والخوفِ أذانِي.

 

- ما هذا الصوتُ الكافرُ قرْبَ الحقلِ..؟!

اهتزَّتْ أشجارُ البستانِ

اسَّاقطَ كلُّ الكَرْمِ.. الزيتونُ

 

ومَا عادَ أَمَامِي بُسْتانِي.

 

عندَ الفَجْرِ رأيتُ التربةَ تُجْرَفُ

والجُرْحُ ينِزُّ

اسْتنْجَدْتُ

ويا للخيْبةِ

حتَّى مَنْ رَبَّيْتُ صَغِيراً

حِينَ اشْتَدَّ السَّاعِدُ مِنْهُ.. رَمَانِي.

 

فاقتلعُوا كلَّ جذورِي

مادَتْ والعالَمُ يشهدُ أرْكانِي.

 

زيتوني..

هذا الشجرُ الحرُّ الأجملُ.. عنوانِي.

أصبحَ لا يقطُرُ زيْتاً

يا ربِّي..

الجُرْحُ ينزُّ

وما عادَ الأخضَرُ فستانِي.

 

لكنِّي ما زِلتُ أقاومُ في صَمْتٍ سَجَّانِي.

 

 

ها كفِّيْ

هذي آخرُ قَطْفةِ زيْتونٍ

هذي آخرُ قطرةِ زيْتٍ كنتُ عَصَرْتُ لأحبابِي

رَدَّ النخلُ

وبارَكَ صوْتُ الحقِّ وحلَّقَ في الأرْجَاءْ:

يا زيتونةُ

لنْ يفْنَى مَنْ كانَ يُصلِّي

ويُناجِي

فالوعْدُ سَمَاءْ.

 

بُورِكَ مِنْ بينِ الشَّجَرِ قَوَامُكِ

بَاركَ فيكِ الربُّ قِيامَكِ

بُوركْتِ

وبُورِكَ مَنْ في الصُّبْحِ أتَانِي.

 

عادتْ أوراقُ الزيتونةِ بالضَّوءِ تُشعُّ

تنامتْ..

ونما واخضرّ الكونُ وأثمرَ زيتوناً

واحتضنَ حَمَامَا.

بُورِكَ مَنْ صَلَّى في الليلِ وقَامَا..

بُوركَتِ الجنةُ في الأرضِ

وبُورِكَت الدَّارُ مَقامَا.

 

يا نخلَ اللهْ

يا زيتونَ اللهْ

هذا الواقِفُ بالبابِ

الشَّاعِرُ..

يُهْدِي الأحبَابَ سَلامَا.