عباءتُنا الشعر
يا متعب القلب
كنتَ هناك
وكنتُ هنا

 


لقد مرّ عمرٌ كعمر الحروب
فأمضيتُ  مما يعدّون يوماً:
وقعتُ باسمك
اسماً
وأفشيتُ
رسماً
أتذكر كيف تصير الرسوم الحضارات
النقوش التلفّت للضوء
أحنيت رأسا
وكان على البؤس بأسا
وقلت على أشرف المرسلين السلامْ..


أنا الآن أرسلتُ شَعري
وأطلقت شِعري
هو الدرب
صرت مع الوقت شبه رسولٍ
ونصف دليلٍ
وبعض إمامْ.

يطير الحمام.. يحط الحمام

معي للحبيبة برج حمام
يردّدُ حيّ على الدرب
قلنا على الدربِ
كيما تكون القصيدة لائقة بالعيون
وقال الإلهُ هي العِينُ
قلنا هي العِينُ
حتى يعمّ مع المغرب المترقرق فينا
سلامُ العيون
ومنها السلامُ
وفيها السلام.


يطير الحمام.. يحط الحمام

لعينين من خفرٍ
سوف أترك عطر القصيدة
رائحة من غمامْ
تفز لها الأرض
تنهضني نشوةٌ في التراب
أنا الآن آدم
ها قهوتي في الحديقة
ها أضلعي سوف تشرب
تصرخ
في الأرض ما..
ويا روح من عللٍ
تمرّ بذاكرتي الهيمُ
والنهر مشتعلٌ.. والغمام.

تقول لي الآن شعراً لوجدي
لمحمود
للطيب المتنبي
أقول: 
لكِ الله يا مشرق الصبح
أقولُ: لكُنّ الإله
أيا موجبات الكلام.

دعيني قليلاً
سأكتب شيئاً بسيطاً
لأني رأيتكِ قرب الصباح كفجرٍ
وكان الزمان يمرّ علينا كطفلة زهو
فنهديه ما أغمض العين سُكّرةً
قطعة من يديك
كنوزاً لأجدادك المترفين
الغناء
التواريخ
يرضى
يقول لمن آنسوا القلب
من سكنوا
ها  تعالوا إليّ
لقد جادَ قومٌ عليّ
ولست أبالي
أكان هو العشق
عشق الليالي
يمرجحه  الشجر المتعالي
أكانت على تعبي راحتيك
خذيني إليك
تنام الحروف
ينام اللئام
وتبقى هي الأرض والجند
قد رفعوا علماً فوق تلٍّ
نرى منه آخر ما يستبد بغَيّ الطغاة
وآخر ما يستجد
سنى جنةٍ
قد تكون الشهادة
يا للسماء
ويا للمقامْ.

يطير الحمام..
يحط الحمامْ.

لها والدٌ لا يرى غير ضحكة طفلٍ
هدية عمرٍ
يخبئها كل عيدٍ ليفتحها كل عامْ
يطير الحمامُ.. يحط الحمام..


المقامات كنّ الجراح
فغنيت  كلّ السفوح
وغنيت كلّ الجبال الأعالي
وغنيت كل البطاحْ
وقلت: الوشاح
فكان الوشاحْ
يقول اليمانيّ:ها قتلتني بدون سلاح
وتاهت حبيبة قلبيَ في دفئها
هو الحلم لا
فقد كنت منذ الطفولة أحلم
تسّاقط الأنجم العاليات برأسي
أما زلت يا ابن الحقيقة
ما زلت تبحث بين الركام فتشقى
هنا جثثٌ
والحقيقة فيما يرى العالم المتحضر 
أن الحطام يظلّ الحطام
يظل الحطام
يظل الحطامْ
يطير الحمام.. يحط الحمامْ

لنا ما ارتأينا
وفي هذه الأرض
ما يستحثّ الغرامْ
أمحمود درويش قدني
نسيت القصيدة أمس
ثم نسيت بأني أحبك
والكتُب العاليات تحدّقُ
أستغفر الله ما انفتحت
هو السقف يشهدُ
سبحان من أنشأ السقْف من خشبٍ
وسبحان من أرسل الذارياتِ
وأعراف خيلٍ لها العزّة العربيّة
تعلو
كأن الخيام نُصبن لهنّ
فكنّ لها الفاتحات
وكنّ بها الأذرع المانحات
يمِلنَ
كما مال فيء النهار تجلّى
وقد قيل ماتْ.
أيا صاحبي هاتْ
هاتِ ربع القصيدة
نصف الحقيقة
بعضَ الرميمِ
وبعضَ الرفاتْ.
ويا صاحبي هاتْ:
قم طويلاً جليلاً
وأرسل علينا الحمام هديلاً
ودعني أردّد:
الله أكبر
في مغربٍ يتناءى
فمن ذا يقيم  الصلاة؟!

هي الأمنيات
وتعرف أنّ النساء صبرنَ طويلاً
أيا ابن الشجيرات
يا ابن النبات
تفوح القصائد بالعطر
أنّا قرأنا القصيدة
كم نتلفّت
مرّ غزالُ
وغنت مهاة
فيا طاوي البيد
يا أحمد اليعربيّ
أمرجوحة  كي تنام فتأتي
فلسطين تأتي
رذاذ الطفولة يأتي
ماذا تريد؟!
أنضحك أنّا رأينا الغزاة
لهم ما لهم
توابيت من خشبٍ
لا نصلّي عليها
ونضحك أنّا رأينا الحياة
أفي موتهم تستقيم الحياة؟
أيعصى عليك اللجام؟!
جواداً
هو الجود يا صاحبي
يا كريماً.. تمزق منه الحشا
لا أنا شئتُ
لا الكون شا
ما انتشينا بليلٍ
ولا الفجر كحل أعيانه وارتشى
فاستفاقت عقول البرية 
هل يلزم الحق موتٌ
إذاً سنرى؟!
يا بريئاً كطفلٍ لأمٍّ
حبيباً كتفاحةٍ
يا قريباً كوجه الحبيبة
يا سيداً
يا منيراً
تركنا لهم كل ما يسندُ الأرض
كنا بها النون
والعاديات
فلا ظلمَ يشبه جلاده
لا ظلامْ.. 
ولا المسك يشبه ما يحتويه المقامْ..
يطيرُ الحمامُ
يحطّ الحمامْ.