تعودنا في هذا الوطن القارة عبر التاريخ.. منذ العصر الجاهلي حتى نبيِّ الرحمة محمدٍ العربيِّ الأمين صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وصحبه أجمعين، حتى عصورِ الخلافةِ المتتالية، حتى قيامِ هذه الدولة المباركة على إعطاء كل إنسان حقه كاملاً غير منقوص، وعلى تكريم من يضيفون بفيض عقولهم وإبداعهم للأمة الخير والجمال على خيرها وجمالها، وكان للمفكرين والشعراء، أصحاب البيان العربي، دور رائد في تجسيد روح الأمة.. في ترسيخِِ الفضيلة والقيم والأخلاق والحكمة، في ترسيخ الحق والخير والجمال في روح الأمة، ليثمرَ في جسدِها.
فعلقت المعلقات بماء الذهب على أستار الكعبة، ثم قرَّب النبيُّ الأمّيُّ الرسول العربي الأمين صلوات الله وسلامه عليه كلا من الخنساء وحسان بن ثابت وكعب بن زهير وغيرهم منه، وأثنى عليهم، ثم حذا الخلفاء الراشدون والملوك من المؤسس عبدالعزيز، طيب الله ثراه، إلى سلمان حفظه الله، حذوه... فقد فطِنوا إلى أنَّ أحدَ مصادرِ قوةِ الدولِ والحضاراتِ لغتُها وبيانُها والشعرُ سيدُ البيان وديوان العرب.
إن تكريم أصحاب الفكر والآداب والفنون والاعتراف بفضلهم نقطة محورية أساسية ودافع مهم لاستمرار الجمال، والحفاظ على هذه الروح روح الأمة وجمال الأمة، هذه الأمة التي نحن روحها وقلبها النابض ودماؤها المتجددة، ورؤيتها الثاقبة التي وضعتها في السنوات الأخيرة في مقدمة أمم العالم، لأن قدرها منذ الرسالة أن تكون قائدة لهذا العالم بالخير والحب والسلام، واليوم بفضل هذه الرؤية النابعة عن فكرٍ وقوةٍ ناعمة هذه الصحراء تهدي العالم الخضرة.. الرياض الخضراء والمملكة الخضراء والشرق الأوسط الأخضر.
"وما لحد منّه" في كل هذا"، ومن حق الصحراء التي أهدت الدنيا الخضرة والسنابل للعالم أن تهدي العالم أيضا خضرة وسنابل القصائد والشعر، لأنها أساسٌ في هويتها، أي الخير في يد.. والشعر والإبداع في يد.
وها نحن اليوم نرى أن قوة الأمم والدول ليست في جيوشها فحسب، ولكن القوة الأسرع انتشارا هي قوتها الناعمة، وقد أدركت الرؤية وصاحب الرؤية محمد بن سلمان حفظه الله ذلك.. فاشتعلت القوة السعودية الناعمة، وشغلت العالم بعمقها وجمالها.
نعم إن الآداب وفي مقدمتها الشعر والفنون والآثار ومجمل التراث الحضاري، واللغة والهوية من قبل، والسياحة والإعلام كلها وغيرها مصدر قوة، وهي أبلغ رسالة عنا وعن وطننا وحضارتنا..
واليوم وكلي فخرٌ واعتزازٌ وأنا الشاعر.. يشرفني أن أهديَ هذا الأميرَ الشاعرَ المجدد الرائع شاعر الوطن والحب والخير والجمال، وهو سيدٌ متقدمٌ من أسيادِ القوة السعودية الناعمة، وأميرٌ من أمراء هذه الدولة الكبار، وأميرٌ من أمراء الشعر والفكر والفن.. وضع السعودية والسعوديين في قلبه، ورفعهم بعقله وروحه وشعره فرفعوه بدراً وقمراً في سمائهم.. أنْ أهديَه بعضَ عطرهِ، أنْ أهديَه منه إليهِ كتابَ: بدر بن عبد المحسن جمرةُ الشعرِ والفن، محاولاً رد بعضَ الدين الذي علينا له، ولجماله، الي أستأذن سموَّه في أن أوقعه للجميع بعد هذه الجلسة في المنصة
أما الآن فليسمح لي سموه أن أحاوره بحب..
فحيُّوا معي المتعددَ في واحد، صاحبَ الفكر المتقدم المتجدد والموهبة الفذة والكلمة الشاعرة الساحرة والريشة الباهرة، وصاحبَ القصائد والأغاني الحديثة المحافظة على هويتِها وتراثِها.. الفرائد الخالدة.. صاحبَ السمو الملكي الأمير الشاعر بدر بن عبدالمحسن بن عبدالعزيز.
للاطلاع على الحوار كاملاً
لحظة لقاء الأحبة صاحب السمو الملكي الأمير بدر بن عبدالمحسن بصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان لتدشين جناح دار اعراف الرياض للشاعر محمد جبر الحربي في معرض الرياض الدولي للكتاب