الله كم أنت جميلة ناحلة
قوامك الممشوق
طلوعك الباسق
وتناثر الألوان على حسك المرهف
الله كم أنت قاتلة
يا عنب يوغوسلافيا الذي لم يحفظ الماء
ولم يعتصر.
الله يا قاتلة..
أنت يا قاتلة
أية مدرسة اقتفيت
لتتمتعي بكل هذا البرود
وكل هذه القسوة
وكل هذا التفكير
الذي يختلق أغرب الغايات لتبرير أفظع الوسائل؟!
وأية استراتيجية اتبعت
لإشعال الحرائق في كرتنا الزرقاء
لإحراق الأخضر واليابس
يا ذات الألوان الحمراء؟!
دعيني أخمّن
أهو عرّاب السياسة الخارجية الأمريكية؟!
أهو عزيزك هنري كيسنجر
مثالك منذ صعودك درجات السعي
إلى ردهات الأمم المتحدة؟!
بل هو هنري
مثال اليهود في الاصطفائية والانتقائية والعدائية.
فلننم جيداً إذاً
فقد أصبح لدينا مثالان نادران
لفهم واحدٍ
ورؤية واحدةٍ
إستراتيجية واحدة.؟
لصعود نجمين ملتحمين
كوجهين لعملة واحدة:
أمريكا وإسرائيل
أرض العسل والحليب
وأرض المعاد.
اجتماعُ الشتات بالشتات
وإشعال الفرات
وبث الموات.
ولكن يا ماد
واسمحي لي أن أناديك ماد
فلم أرَ جنوناً كالذي أصبتم به العالم اليوم
فإستراتيجيتكم وإن نجحت في مراحل من التاريخ
ستصل إلى طريقٍ مسدود.
وهي رغم نجاحها عبر ملايين الجماجم.
إلا أنها ستسقط في الامتحان الأخير:
ستسقط من الداخل لأنها تلغي الإنسان.
تلغي القيم والروح والحياة
تلغي حريته وتدعي مع ذلك الحرية.
وتقدس المصلحة والمادة: معي أم ضدي!!
وستسقط بفعل الخارج
لأنها ستصطدم بأناس يطلبون الشهادة،
ويعتبرون الدنيا زائلة
والآخرة باقية.
ستصطدم بأباةٍ غلاظ
لا يحركهم الدولار، ولا يتضرعون لغير الله.
إستراتيجيتكم قامت على ازدراء البشر
الأحمر والأصفر
والأسود والبني
إلى آخر علبة الطباشير الملونة
والسبورة السوداء
وقامت على الاعتداء أو الشراء
وأغفلت قيماً هي أصلاً لا تتمثلها
كالكرامة
والشرف
والنخوة
والهوية
وقبل كل ذلك الإيمان
نحن شعوب مؤمنة
ولا أحد
لا قوة
تستطيع هزيمة الإيمان الذي في الصدور
لأنه وإن احتلت الأرض لسنين كما في فلسطين شرقاً وغرباً
لم يكن من الممكن احتلال ما في الصدور.
ألا ترون؟!