يَمَنْ!
1.
منْ يسكنُ
منْ ذا في الروحِ وفي العينينِ سكَنْ؟
ماذا يتبقى منها
أعني الأوطان
وأعني الحرةَ
أعني المرأةَ تحملها الروح
نقول النهر
النهرَ تكونُ
وصوتَ الطيرِ يؤسس قبل الخلقِ
إذا ما غنّى الفنّ
المرأة كالصورةِ تضحكُ
تسألُ:
مَن ْيحملُ مَنْ؟
الصورةُ صورتُها والماءْ
تحملُ أوزار الناسِ
كما يحملُهُ الكفّ الناحلُ من حنّاءْ
ماذا يتبقى من حكمةِ أهلي
ها غابتْ عن غرّةِ أوطانِ الأرضِ يمَنْ.
لا شيء هنا
لا شيء سوى هذا الوهن
وكم سميناهُ الوهم
ونحنُ الأبناء صغاراً كنّا
إذْ نسعى سميناهُ
الأرواحُ فداهُ
الدربُ العمرُ ونعرفُ
أنّ الساكنَ فينا
والخارج منّا
هذا المتحدثُ عنّا
حتى لو ما شئنا
ما أجمل لو شئنا
كنا سمينا الساكنَ في كلّ الأحوالِ
وفي كلّ الأرواحِ وطَنْ
2.
حدثني الهدهدُ قالَ محمد ما نامتْ صنعاءْ
يا صنعاء:
بالله تعالي
هاتي شالكِ، ألوانكِ يا مهدَ الألوانْ
هاتي عصبةَ رأسكِ
هاتي ما يتعتّق في كفيكِ من الحنّاءْ
عندي بيتٌ، والبيتُ الشعرُ، تعالي
عندي عنبٌ يكفيكِ ويكفيني
فيضيءُ على صفحةِ حبٍّ لونٌ يشبهنا
ويسيلُ الماءُ كما تمطرُ فوقَ الأرضِ المقفرةِ سماءْ
عندي قلبٌ كل الحجراتِ بهِ
دافئةً من أجلِ العينينِ الدافئتينِ.. تعالي
ما زالَ هنا..
أعني في أقصى القلبِ..
حنينٌ لجبينكِ يشبهُني
ووفاءْ