نافذةُ الغيم!
1.
تشرقُ من نافذةِ الغيمِ على الروحْ.
يُمطرُ أسئلةً وينوحْ:
من ألهمَها الحبَّ
ومن علّمها الطبَّ
ومن أشعلَ في عينيها البوحْ
عشّاً.. للقلبِ المذبوحْ؟!
2.
أنهارُ الفتنةِ عنوانُكْ.
أمّا ألحانُ الدفءِ إذا ما حلّ البردُ فألحانُكْ:
أمطارُ العزفِ على إيقاعِ الروحِ وألوانُكْ!
3.
الطيرُ على الشجرِ يقولُ سلامُ الله على الأحبابْ.
والشِّعرُ بطولِ الشجَرِ يقولُ سلامُ اللهِ عليكم أحبابي.
لا شيء لديّ سوى روحي والقلب وهذا البابْ.
هذا ما أملكُ من ذهبِ الدنيا والدنيا عاريةٌ دونَ حجابْ..
هذا من بين الأبوابِ العليا أجمل أبوابي.
أما النافذةُ: فهذي العينُ، وهذي الأهدابْ:
أهلاً.. يا أهلاً
ما بين فراشٍ وغطاءْ
تحضنكم بالحبّ وبالرفقِ إذا ما جئتمْ أهدابي.
لا تسأليني عن الألحانِ والوترِ/ فأنتِ كالعودِ معزوفاً على البشَرِ
بل اساليني عن الدنيا وغايتِها/ يا روحَ جملتِها في البدْءِ والخبَرِ!
4.
تستعجِلُ..
يعجبني أنْ تستعجلَ في مِشيتِها
في شرحِ الأمسِ
وفي الهمسِ
وماذا قالت جارتُها
وأنا لا جارَ لديْ
لا جورَ بكفّيْ
لا شيءَ سوى بوحِ الروحِ وشعري
ماذا أفعلُ؟!
أسألُ..
أنتظرُ بصبري
بالبطءِ المعروفِ كصيّادٍ ماهرْ
فالحلوة غيمٌ في حلمٍ يرسمُنا..
يرسمُ ما نجهلُ.
ها قامتْ
ها جلستْ
من كلّ مكانٍ تاتي كقطا
حتى في الغيرةِ يختالُ بمخملهِ المخملُ.
تأتينا
تأتي من خلفِ أمانينا
تأتي أمكنةٌ عبرَ خطاها
وأنا أبصرُ شمسي
ما يتشكلُ من ضوءٍ في عينِي اليمنى
هذا سرّ ملاكٍ في ندرتهِ
هذا من أيامي المقبلُ.
5.
- افتقدتكِ
قال الغريبُ..
- افتقدتكِ قالَ الحبيبُ..
افتقدتكما قالت الأرضُ
والأرضُ أنثى انتشتْ فمشتْ وشدَتْ
فتقطّعَ قلبٌ
وقامتْ إلى الماءِ عينٌ شكتْ فبكَتْ:
أنتَ يا ابنَ الكرامِ الكُرومْ..
وأنتَ أيا صاحبَ العشقِ
يا ذا المحبُّ المعتَّقُ فيها.. ومنها الزبيبُ.
ثمَّ قاموا معاً
ورأيتُ ثلاثتَهم كالنجومِ
ابتهجْتُ فقلتُ:
لكمْ يحفظِ الحبَّ غيبٌ
وكمْ يغمرُ الناسَ في الأرضِ بالنّاسِ طيبُ!