ذاكرةُ الغيم والكائنات! (3)

1.

تأتي سيدةُ

تخطفُكَ أمامَ الناسِ..

وتخطفُ روحَكْ.

لا سنةَ في القتلِ..

ولا في الجهلِ

فتسألُ:

من هذي المرأةُ؟

تبدو سيدةً..

يرجعكَ العقلُ الغافي:

هذي المرأةُ سيدةٌ في الأرضِ

تعالجُ بالكيِّ جروحَكْ!

 

2.

يا روحي:

يا عطرَ العمرِ ورائحةَ الفلِّ

سمائي وجبالي

أنتِ السيدةُ الظلُّ الضوْءُ الغيمُ

أنا تدرين الشاعرُ

أصعدُ دوماً حرّاً بخيالي

حتى إمّا عدتُ وعيني تبصركُ..

سفوحي!

يا بوحَ خزامى منْ عطرٍ

يبحثُ عن طلعةِ شيحِ

يا نبْتَ الله ويا مطري

يا شجراً يسمو..

تتبعُهُ مثلَ طيورٍ

حتّى لو كرّرتُ المطلعَ روحي

هذا عمري يا عمري

سلمتكِ طوعاً يا ينبوعَ الحبِّ، ومفتاحَ القلبِ، الروحَ

ابتهجي

سلّمتُكِ يا نغماً ينسابُ على الكونِ برفقٍ..

كلَّ مفاتيحي!

 

3.

أيقظني صوتُ أبي

قمتُ رويتُ الأشجارَ

وأطعمتُ الطيرَ

وأسكنتُ المخلوقاتِ القلبَ

وكان أبي دوماً يسكنني قلبَهْ.

ابتسمَ الفجرُ، وناداني

قالَ بعينين من الضوءِ تعالَ اجلسْ:

في الصّدرِ هنا

مبتهجاً كانَ فأجلسني قربَهْ.

 

4.

اليومُ جميلٌ جداً..

لكنّ الكسلَ يحيطُ بأبوابي.

ماذا لو يأتي أحدٌ يأخذني لعصافيري

ويكونُ صبوراً وكريماً

ينتظرُ قليلاً حتى أختارَ ثيابي.

وأفضّلُ أنّ القادمَ والواقفَ بالبابِ امرأةٌ

تمسحُ رأسي

تأخذني بيدِي

أتذكرُ أمّي

وأعودُ الطفلَ..

يعودُ الطائفُ لي

أكتبُ شعراً..

ينتصرُ الحبُّ

وتذوي الحربُ

أشيعُ سلامَ الله على الدّنيا..

وأقولُ سلامُ اللهِ عليكم أحبابي.