مَوطِنُ الحُسْن

 


مَنْ ذَا يَمُنُّ وَأَنْتَ المَنُّ وَالسَّلْوَى؟!

             يَا مَنْبَعَ الْحُبِّ وَالتَّوْحِـــيْدِ وَالتَّقْوَى

يَا مَوْطِنَ الْحُسْنِ يَا أَنْفَاسَ مَمْلَكَتِي

             يَا سِدْرَةَ الْبَوْحِ يَا شِعْرِيْ كَمَا يُرْوَى 

لا يُكْتَمُ الْحُبُّ، مَا فِي الْحُبِّ مَعْصِيَةٌ

            فَالأَصْلُ فِي الْحُبِّ لا سِرٌّ وَلا نَجْوَى

مِنْ أوَّلِ الْعُمْرِ نَهْرُ الشِّعْرِ يَسْبِقُنِيْ

                يَرْوِيْ مَحَبَّةَ مَنْ جَادُوا وَلا أُرْوَى

أرْضَعْتَنِي الْحُبَّ ذَا قَلْبِيْ وَذِيْ شَفَتِيْ

                بِالْخَيْرِ تَنْطِقُ.. سُبْحَانَ الَّذِيْ سَوَّى

كُلُّ الدُّرُوبِ تَنَاهَتْ فِي هَوَاكَ هُدَىً

                قَدْ آمَنَ الْقَلْبُ مَا يَغْوِيْ وَمَا أَغْوَى
يَا قِصَّةَ الْحُبِّ مِنْ كَرَّاسِ مَدْرَسَتِيْ

                وَالطّائِفِ الْحُرِّ وَالمَثْنَاةِ وَالمَحْوَى
يَا وَجْهَ أُخْتِيَ يَمْضِيْ، وَهْيَ عَائِدَةُ

                 لِلطِّفْلِ.. فِيْ كَفِّهَا النَّعْنَاعُ وَالْحَلْوَى
حَتَّى أَتَيْتُ رِيَاضَ الْحَزْنِ يَرْفَعُنِيْ

                 فَيْضٌ مِنَ الشِّعْرِ فَانْثَالَتْ لَهُ نَشْوَى
فَاخْتَرْتُ لِيْ قَلْبَهَا حِضناً ومعتَكَفاً

                 لمَّا انْحَنَىْ جَانِحِيْ حُبَّاً، وَهَلْ يَقْوَى؟
يَا ذِكْرَيَاتِيْ مِنَ الدُّنْيَا وَفَيْضَ دَمِيْ

                 يَا أوَّلَ الْجُرْحِ وَالأَفْرَاحِ وَالسَّــــلْوَى
فِيْكِ اكْتَمَلْتُ وَبَدْرُ الشِّعْرِ مُكْتَمِلٌ

                 يَا آخِرَ الْقَوْلِ.. بَلْ يَا آخِـــرَ الشَّكْوَى
لا فَرْقَ عِنْديَ هَذِيْ كُلُّهَا مُدُنِيْ

                 يَا مَبْعَثَ النُّورِ، يَا وَجْــهَ الَّذِيْ أَهْوَى
يَا أَكرمَ النَّاسِ فِي الأَكْوَانِ قَاطِبَةً

                 يَا مَنْ إِلَيْهِمْ.. مَزَارَاتُ النَّــــدَى تُنْوَى
مِنْ طِيْبِهِمْ.. عَطَّرَ التَّارِيْخُ سِيْرَتَهُ

                 هُمْ سِرُّ نَضْرَتِهِ وَالـــــرُّوْحُ وَالْفَحْوَى
هَذِيْ بِلادِيْ.. وَهَذِيْ مُهْجَتِيْ مَعَهَا

                  فِيْهَــــا ابْتِدَائِيْ وَفِيْـهَا الْخَتْمُ وَالمَثْوَى